الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

"كلنا إنسان".. كتاب جديد يعلم الأطفال قبول الآخر ونبذ التعصب الديني

كشكول

وجد ماركو جرجس الشاب العشريني التعصب الديني ينهش في المجتمع المصري، وتكون نتائجه أحداث طائفية تحدث من وقت لآخر، بينما زادت حدتها في فترة تولي محمد مرسي قيادة مصر، ففكر بطريقة مختلفة لعلاج الأزمة من جذورها، فقام بتأليف كتاب تعليمي للأطفال بعنوان "كلنا إنسان" يشرح فيه بطرق بسيطة ثقافة قبول الآخر والتنوع الديني وحقوق الإنسان.

 

وقال جرجس في تصريحات لـ«كشكول» إن بداية اهتمامه بالجانب الحقوقي والحديث عن التعصب كانت أثناء فترة الإخوان، حيث دشن مع صديقه مبادرة تدعى "عايز أقولك اني بحبك" حمل المتطوعين فيها لافتات باسم المبادرة في أعياد المسلمين، بهدف التواصل والتقارب ونبذ التطرف الديني، مضيفًا: "كما نشرت فيديوهات أتحدث فيها عن خطورة التعصب الديني على المجتمع حتى بين الطوائف من نفس الدين الواحد إلى ان جائتني فكرة الكتاب ليكون بذرة المحبة وقبول الآخر التي أنقلها للأطفال من صغرهم".

 

وعن الكتاب أكد جرجس أنه مكون من 5 فصول، أحدها بعنوان: "الألوان" تحدث فيه عن ان الحياة حولنا عبارة عن ألوان متباينة ومتناقضة فالشجر أخضر والسماء زرقاء والصحراء لونها أصفر ومع ذلك فالكون في تكامل وانسجام، وهذا ما يحدث اذا تقبلنا اختلافات بعضنا البعض أسوة بالشعوب المتحضرة علميًا وسياسيًا.

 

أما الطريقة التي يقدم بها المادة للأطفال فتكون من خلال ورش عمل ومحاضرات يكون الطفل جزء منها، واسكتشات درامية يمثلها أطفال آخرين للحديث عن قبول الأشخاص أيًا كانت ديانتهم وأفكارهم المغايرة، لإن الانسانية في النهاية تتسع للجميع، ولو كان الله يريد أن يخلق الكل متشابهين لكان فعل ذلك.

 

وأوضح كاتب "كلنا إنسان" أن مؤسسة الأزهر الشريف دعته لإلقاء قصيدة في الجامعة وتصويرها على القناة الأزهرية، كانت بعنوان "علامة الصلاة" تتحدث عن علامة الصلاة لا تعني الزبيبة في الجبهة ولا صليب على رقبة القسيس لكنها تعني تعامل ومحبة بين الجميع، كما يأمل أن يتكرر التعاون بينه وبين المؤسسات الدينية من خلال تدريس الكتاب للدارسين الأزهريين أو في الكليات الإكليريكية المسيحية.

 

ويسعى ماركو للتعاون مع وزارة التربية والتعليم من خلال تدريس المادة على نطاق واسع، وبشكل رسمي في إطار السعي لتجديد الخطاب الديني كما طالب به الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ كما يقوم بالتدريس بالفعل في بعض المدارس الخاصة منها نيو رمسيس، ومن المنتظر تفعيلها في عدد أكبر من المدارس.

 

ويضيف: "تعاونت مع وزارة الشباب والرياضة بعد طلب الدكتورة عزة الدري المسؤولة عن مشروعات الأطفال بتطبيق الفكرة عن طريق القيام برحلات توعوية بالتعاون مع الوزارة إلى القرى النائية والمراكز الفقيرة لتدريس المادة للأطفال لحمايتهم من الأفكار المتطرفة التي يكون الأهل والأقارب مصدرها في مثل هذه المناطق".

 

 

وتعد فكرة الكتاب جديدة على المستوى التعليمي الخاص بالأطفال، كما يحمل غلاف الكتاب صورة لأطفال متبايني الشكل والجنسية واللون، لإضفاء قيمة التنوع والقبول الذي يعنيه ويهتم به الكتاب.