الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

فضائيات "مذهبية" تتلاعب بعقول الأطفال

كشكول

ربما ينتبه الجميع إلى خطورة محاولات اختراق خصوصية المجتمع المصري، عبر أفلام الكارتون الموجهة للأطفال، يلقى علاء السعيد، منسق ائتلاف الصحب والآل، المناهض لفكر الشيعة، حجرا في مياة راكدة، قائلا: إنَّ إيران تبث العديد من القنوات لنشر الفكر الشيعي، بين الناس عامة والأطفال خاصة". مؤكـدا أنَّ مجموع تلك القنوات زاد عن الـ200 قناة ما بين إخبارية وسياسية واجتماعية ودينية ومخصصة للأطفال، وهي قنوات تروج التشيع. وأخطرها ما يتابعه الأطفال مثل قناة "هدهد" و"طه"، إذ تعرض برامجا ومسلسلات وأفلام كرتونية.

مضمون هذه القنوات - بحسب السعيد، يهدف في النهاية إلى أن ينشأ الطفل مهيئا ومتحمسا لفكر الشيعة، لافتا إلى أنه يوجد عدم فهم حقيقي لدى الأهالي لطبيعة ما يتم عرضه بهذه القنوات. ومحذرا في الوقت نفسه مـن وجـود قنوات دينية شيعية مختلفة تروِّج إلى التشيع منها الظاهر أنه في مجمله الذي يسب أهل البيت والصحابة ومنها قنوات تسب الصحابة علانية مثل "أهل البيت" علاوة على قناة الأنوار التي تبث من الكويت، لذلك تكون متحفظة نوعًا ما من سب الصحابة.

ويضيف السعيد، المادة الإعلامية التي تعرضها تلك القنوات تروِّج للأطفال اعتبار أن الدين كله انحسر في سيدنا الحسين، علاوة على التمهيد لظهور "مخلِّص" حتى ينشأ الطفل على أنه ينتظر المهدي المنتظر، ولاسيما تهيئة الاطفال للإيمان بفكرة "الاثنى عشر إمامًا" الذين يجب تمجيدهم حتى يدخلون الجنة، وتمجيد آل البيت، وبث أناشيد دينية تعلم الأطفال التوسل والتمسح بالقبور وغيرها، عن طريق برامج الأطفال.

ويشير السعيد إلى أن هناك حالة انشغال وعدم الانتباه إلى أن تلك القنوات تدخل كل منزل، وتعتبر أخطر من إنتاج الأفلام السينمائية نفسها، لأن الأطفال في المنزل ليس عليهم رقابة، في ظل وجود حالة غياب وعي من الأهل، إضافة إلى أنَّ بعض أولياء الأمور ليس لديهم وعيا بما يُقدم من خلال الدين الشيعي ولا يفرقون بين شيخ يقرأ القرآن الكريم وشخص يقرأ رواية لنشر الفكـر الشيعي.

سيطرة فضائية

ويقول السعيد: من المفترض أنَّ القنوات الفضائية تُبث عـبر أقمار صناعية وأهمها "النايل سات" في المنطقة الشرق الأوسط، الذي يعتمد على مدار 7 غرب، الذي يرسل عبره، والقضية أن هناك أقمارا صناعية أخرى في المنطقة بدأت تسيطر على مدار 7 غرب، حيث يتم تداخل أقمار صناعية أخرى مع النايل سات المصري، مثل "النور سات" و"فرنساوي" وغيرها، ما يحدث إمكانية التقاط قنوات مختلفة غير مصرح بها في مصر أو المنطقة العربية، ما دفع  الإيرانيين والعراقيين، إلى وضع خطة شيعية ممنهجة، تستخدم مدار 7 غرب، من أجل بث قنوات مختلفة ومتنوعة لتصل إلى جميع المنازل.

ويؤكد أنَّ مجموع القنوات زاد عن الـ200 قناة ما بين إخبارية وسياسية واجتماعية ودينية ومخصصة للأطفال، من أجل بث الفتنة وتروج للتشيع، مشيرًا إلى أنَّ هناك القناة الرئيسية الإيرانية "العالم" التي تم نقلها من القمر الصناعي النايل سات وتم غلق مكتبهم في مصر، إلا أنها ما زالت تبث عبر مدار 7 غرب، وتعتبر من القنوات الإيرانية الناطقة باللغة العربية، علاوة على وجود قناة المدار، الناطقة باسم حزب الله التابع والممول من قبل إيران وقناة المسار التي تتبع مباشرة لـ"الحوثيين".

محاولات للمواجهة

مجلس وزراء الخارجية العرب، منذ شهرين، كان قد أوصى بإغلاق جميع القنوات الإيرانية التابعة لإيران التي تروَّج إلى إحداث فتنة بين العرب، إذ تم اعتبار "حزب الله" تنظيم إرهابي و"الحوثيين" منظمة إرهابية، إلا أن الإجراءات القانونية التي يجب اتباعها لتنفيذ القرار صعبة. "يقول علاء السعيد"، موضحا أن السبب في ذلك هو ان جميع القنوات ليست على القمر الصناعي النايل سات، لافتًا إلى أنَّ محاولة إغلاقها يجب أن يكون على المستوى الرسمي الحكومي أو عن طريق وزارة الخارجية، حيث تُخاطب الدولة التي تمتلك القمر الصناعي الذي يبث تلك القنوات، وتأكد أن بها ترويج للفتنة ويجب أن يتم إغلاقها، إلا أنه لا يمكن حصرها ولا يمكن إغلاقها.

ويطالب "السعيد" وزارة الخارجية بضرورة أن تتحرك بناء على بيان وزراء الخارجية العرب لتنفيذه ووضعه على أرض الواقع لغلق هذاه القنوات التي تؤدي إلى الفتنة والعنف وتسب الصحابة، لافتًا إلى أن هناك حالة انشغال إلى أمور أخرى، وعدم الانتباه إلى أن تلك القنوات تدخل كل منزل، وتعتبر أخطـر من إنتاج الأفلام السينمائية نفسها، لأن الأطفال في المنزل ليس عليهم رقابة، في ظل وجود حالة غياب وعي من الأهل، إضافة إلى أنَّ بعض أولياء الأمـور لديهم وعي لما يُقدم من خلال الدين الشيعي ولا يفرقون بين شيخ يقرأ القـرآن الكريم وشخص يقـرأ رواية لنشر الفكـر الشيعي. 

لكن ماذا عن الخطوات التي اتخذها الإئتلاف نفسه في المواجهة؟.. يقول "السعيد": إنَّ الائتلاف يُنظم حملات توعية كثيرة، علاوة على نشر أسماء القنوات على كل وسائل التواصل الاجتماعي وخلال برامج تليفزيونية، وتحريك قضايا قضائية وقدَّمنا مذكرة إلى المحامي العام لغلق تلك القنوات ويتم تحديد جلسات ومحاكمة، إلا أنه لم يتم اتخاذ إجراء رسمي، مشيرًا إلى أن تلك التوعية مستمرة حتى يتم القضاء على تلك الظاهرة.

ويختم محذرا: يجب الالتفات إلى أن جميع مدارسنا بها أقمار صناعية موجهة إلى النايل سات، مع عدم وجود وعي سواء كان من أولياء الأمور أو المدارس.