الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

الطالبات المغتربات: «جشع صاحب الشقة أصعب من الدراسة نفسها»

كشكول

عام دراسي جديد بدأه الطلاب بآمال وطموحات كبيرة، لكنه على النقيض يأتي محملًا بالخوف والحيرة للمغتربين عن بيوتهم، فمن ترك البيت والدفء الأسري بحثًا عن حلم إتمام الشهادة والنجاح في الدراسة الجامعية أملًا في مستقبل أفضل؛ يجد نفسه يتعامل مع أشخاص يمتهنون تأجير منازلهم للمغتربين ولا يعرفون قيمة أخرى إلا المال، مستغلين حاجة الطلبة ورغبتهم في العثور على سكن مناسب بوضع قائمة شروط لا تتناسب مع طالب في مقتبل حياته الدراسية.

الأمر نفسه ينطبق على الطالبات لكنه بالطبع يتضاعف معهن كونهن يواجهن أزمة في التعامل مع الشروط المادية من ناحية والتحكمات الذكورية لأصحاب البيوت من ناحية أخرى، ما يزيد لديهن الشعور بعدم الأمان والراحة النفسية طيلة فترة اغترابهن.

«جشع صاحب الشقة أصعب من الدراسة نفسها».. هكذا بدأت أمل محمود، من الشرقية، طالبة مغتربة بإحدى الشقق الخاصة بالمغتربات بشارع الجميلي بالتأمين، والذي يشتهر بشقق الطالبات بمدينة أسوان، حيث أكدت أن جشع أصحاب الشقق أكثر صعوبة من الدراسة، مشيرة إلى أن أصحاب هذه البنايات تتعامل بأنها شقق سكنية وليس تجارية، الأمر الذي يعد تهربًا من دفع الضرائب وإتمام الإجراءات القانونية، ومع ذلك لا رحمة لدى صاحبها في السماح بالتأخير حتى ليوم واحد على دفع الإيجار.

وعلي الرغم أنها في مدينة أسوان المعروفة بطيبة أهلها، إلا أنها تجد الوضع مختلفًا في التعامل مع أصحاب الشقق والمستأجرين للمغتربات.

مروة منسي، أيضًا طالبة مغتربة وجدت في العاصمة الأم والمدينة الأكثر زحامًا الفرصة المناسبة لإتمام دراستها في كلية إعلام جامعة القاهرة وفي نفس الوقت تتدرب في إحدى الصحف الكبرى، التي لم تجد مكتبًا لها في مدينتها ببورسعيد، واضطرت لاستئجار "سرير" بشقة طلبة، لكن عليها أن تدفع تأمين بالإضافة إلى آخر شهر بالتيرم مقدمًا، من الشروط التي يفرضها أصحاب شقق الطلبة، حتي يضمن حقه في عدم تهرب الطالبات من دفع الشهر الأخير بالدراسة.

نور محمود، إحدى الطالبات بشقق المغتربات بمنطقة بين السرايات بالجيزة، والتي تعد قلعة شقق المغتربين والمغتربات، دفعها التنسيق إلى الاغتراب من المنصورة إلى القاهرة، من أجل الحصول علي العلم.

قالت "نور"، إن معظم أصحاب الشقق، يطبقون سياسة تعرف بـ«المبيت»، وهي عبارة عن إيجار السرير لمدة يوم واحد، للطلبة غير القادرين، بمقابل مادي.

وضربت "نور" مثالًا لإحدى الطالبات، لم تكن تحمل تكاليف مبيتها في السكن، فتوسلت لصاحب المسكن، من أجل أن يتركها بالشقة حتي يرسل إليها إيجار الشهر، ولكن أبا، وجعلها تدفع "مبيت" عن كل ليلة تجلس فيها بالشقة.

وأكدت منال أحمد، إحدى الطالبات المغتربات، بأسوان، أن الشقة تحتوي علي أكثر من ثلاثين فتاة، مشيرة إلى أن كل طالبة ملزمة بدفع إيجار السرير والذي يترواح ما بين 400 إلى 800 جنيه، حسب المكان، بالإضافة إلى المشاركة في دفع فواتير الكهرباء والغاز.

تقول رشا سيف، طالبة بكلية تجارة جامعة عين شمس، ومغتربة من أسيوط، أن سوء معاملة مشرفات دار المغتربات التابعة للجامعة دفعها لرحلة مريرة من البحث عن استئجار شقة مع زملايتها، وعلى الرغم من أن الحرية الخاصة بالتنقل ومواعيد الحضور كانت في البداية متاحة لهن، إلا أن صاحب البيت مع الوقت أصبح يضع لستة شروط "ذكورية" خشية على سمعته واحترامًا للعادات والتقاليد. تضيف: أصبح يجد متعته في التدخل في شئوننا الخاصة من معرفة مواعيد دخولنا وخروجنا والزائرات لنا وكأننا فتيات منفلتات"، هذا ناهيك عن الاختلافات الدائمة بين المتواجدات في المنزل والتي نضطر جميعنا لتحملها لحوجتنا لمكان نبيت فيه.

وتوضح رشا أن إيجار السرير في الشقة -التي تقع في منطقة حلمية الزيتون- منذ عام كان 600 جنيه، وارتفع سعره 100 جنيه إضافية العام الجاري، وكانت حجة صاحب البيت القديم المتهالك والذي بالكاد تتوفر فيه الخدمات الأساسية أن الأسعار ارتفعت وعليه أن أتحمل أنا و5 فتيات أخريات تكلفة ارتفاع الأسعار.