الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

هجمة مرتدة للمعلمين: "مش كلنا بتوع دروس..والمرتب مبيكفيش"

كشكول

اعتادت وسائل الإعلام على نشر شكاوى أولياء الأمور من المدرسين، ومن سوء تعاملهم مع الطلبة، لكن بالطبع لكل شيء وجه آخر، فهناك الكثير من المدرسين لديهم شكاوى مماثلة أيضًا ضد المنظومة التعليمية لكن لا أحد يلتفت لها.

 

في هذا الإطار قال محمد حكيم مدرس أول مادة الجغرافيا بمدرسة متولي الشعرواي الثانوية بنات بشبرا الخيمة، إن مهنة المدرس أكثر المهن ظلمًا بالمجتمع ويعتقد البعض خطًأ أن جميع المدرسين جشعين والسبب في انهيار التعليم، فأكبر أكذوبة تتردد على المدرسين أنهم من "أعيان الدولة ومهما جمع المدرس من أموال عمره ما يرضي ولو مرتبة 10 الف جنيه هيلجأ للدروس الخصوصية".

 

وأضاف حكيم لـ"كشكول" أنه عقب تخرجه من كلية آداب قسم جغرافيا لجأ مباشرة للتدريس لأنها مهنة الأنبياء والرسل، موكدًا أن المدرس يقدم رسالة للطلاب ويشعر بالاستمتاع لتوصيله المعلومات لهم.

وأوضح حكيم أن يوم الدراسة يومًا شاق جدًا على المدرس، ففور استقياظه يتجه إلى المدرسة ويخرج إلى عمله الخاص الذي ينتهى بقدوم موعد نومه ولم يتبقى له أى وقت للراحة أو الجلوس مع أولاده، موكدًا أن السبب الأول والأخير للجوء المدرس لعمل إضافي عقب انتهاء يومه بالمدرسة هو راتبه الضعيف وليس طمعه كما يدعي البعض.

وتابع «لو المدرس مرتبه بيكفيه وهقبض معاش مناسب ويقدر يأمن مستقبل أولاده هيلجأ لعمل خاص ليه، هو في بنى آدم فى الدنيا بيكره أنه يقعد مع ولاده»، مستكملًا «التدريس من المهن الإنسانية فنحن مسئولون عن بناء عقول الطلاب ونؤمن برسالتنا بالمجتمع ولا نقدم عملنا من أجل الربح المادي فقط».

مشيرًا إلى تعرضه للعديد من المواقف الانسانية منها رفض حصوله على حقه المادي من أسرة طفل غير مقتدرة على ذلك، رافضًا الاتهامات الموجهة للمدرسين بأنهم لايراعوا الله وضميرهم فى العمل داخل المدرسة ومهتمين فقط بعملهم الخاص فقط، موكدًا أن المدرس يبذل قصارى جهده داخل المدرسة ولكن الطالب يذهب إلى المدرسة كتأدية واجب ولا يرغب فى التحصل على أى معلومات.

وأشارإلى أن هناك فئة من المدرسين كل همها جمع الأموال لكن الغالبية إذا ارتفع راتبهم ووفر لها مناخ ملائم بالمدرسة لم يلجأوا إلى الدروس الخصوصية لزيادة دخلهم، منوهًا بتفائله بحدوث هذا فى ظل النظام الجديد للثانوية العامة.

ومن جانبه قال محي الشرقاوي مدرس أول لغة فرنسية بمدرسة متولي الشعرواي الثانوية بنات بشبرا الخيمة، إن المدرس طوال السنة الدراسية ينشغل بالمدرسة وعمله الخاص، ما يجعله ينتظر فترة الإجازة من السنة إلى السنة ليستمتع بأوقاته مع أسرته.

وأضاف الشرقاوى أنه عقب تخرجه عمل فى مجال السياحة ولكنه سعى جاهدًا للالتحاق بالتدريس رغم ضعف العائد المادى الذى تحصل عليه وبعد المسافة، مشيرًا إلى أنه حصل على مرتب وقدره 200 جنيه شهريًا بمدرسة بمحافظة قنا، ولكن حبه للتدريس وإيمانه أنها رسالة سامية وأن التعليم «متعة» جعله يتحمل كل هذه الضغوطات.

وقال الشرقاوي فى حديثه لـ"كشكول" «متعة التعامل مع الطلاب لا يضاهيها متعة، ودائمًا بحرص أن أقترب منهم انسانيًا منهم وأرسم بهجة على وجوههم أثناء شرح المادة العلمية لأن حب المدرس من حب المادة والاستمتاع بالحصة هيساعد الطالب على استيعاب معلومات تبقى بذهانه طيلة عمره».

وأبدى الشرقاوى استياءه من نظرة المجتمع للمدرس قائلًا «بخبي على الناس أنى مدرس لأن بمجرد علمهم مهنتي بيحاولوا يستغلونى اعتقادًا منهم أنها بتخلص حق أولياء الأمور مني».

وأضاف أى حالات إنسانية بتتعرض علينا مثل دخول طلاب مجموعات التقوية دون حصول على أى مقابل مادي، مستكملًا: نحن نقدم مادة علمية تفيد الطلاب ولم نقبل أن يتحول العلم إلى ساحة بيع وشراء".