الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

ما لا تعرفه عن المحظورات في جامعة الأزهر

كشكول

  
العطور والاسبراي وزجاجات المياه ممنوعة بأمر الجامعة ..وآمنة نصير: من حق الجامعة منع أي شي                                   


حملة لـ"الانضباط الشرعي" تضبط أصحاب الملابس غير الإسلامية والبنطلونات الممزقة وأصحاب قصات الشعر الحديثة


 يتفهم الكثير من المصريين محاولات شباب الإخوان حرق جامعة الأزهر في السنوات الماضية، لا سيما عقب إسقاط حكم الإخوان المسلمين ورئيسهم المعزول محمد مرسي، كما يتفهم الكثيرون فرض الجامعة والدولة لسيطرتها على الأحداث بداخلها خوفًا وتأهبًا مما قد يحدث ممن تبقى من شباب الإخوان.

لكن مالا يتقبله المصريون، أن جامعة مصرية تابعة لأعرق مؤسسة دينية وهي "الأزهر الشريف"، المنارة الإسلامية الوسطية في العالم، تصدِر قرارًا بمنع الطالبات من استخدام العطور والبرفانات داخل الحرم الجامعي.

هي جامعة مثل كل جامعات مصر. يدرس بها الطلاب مختلف العلوم. لكن لها طبيعتها الخاصة، فعلميا، مع مواد الطب أو الصيدلة أو الهندسة أو اللغة يدرس طلابها مواد الشريعة والفقه. وسياسيا، تعد معقل من معاقل جماعة الإخوان، فضلا عن كون الطبيعة الدينية للجامعة تجعلها تابعة لأكبر مؤسسة دينية إسلامية.

 كل ما سبق ذِكرُه فَرَض طبيعة خاصة على جامعة الأزهر، وجعل الممنوعات داخل الجامعة لها أيضًا طبيعة خاصة. فما بين ممنوعات لأسباب تراها الجامعة أخلاقية، أو ممنوعات لأسباب سياسية أو أمنية، نفتح ملف الممنوعات داخل الجامعة، ربما ينتبه لها القائمون على هذا الأمر، ليعلموا أنهم بذلك يشوهون الأزهر والإسلام.

 

الاسبراي والعطور

كانت المفاجأة في اكتشاف العديد من الطلاب، أن الجامعة طبقت قرارًا وألزمت به الجميع بعدم اصطحاب العطور أو "الاسبراي" داخل الجامعة. وكان المُبَرِّر لذلك أنه يحتوي على مواد كيميائية وكحول ربما تُستَخدم في إشعال الحرائق وإضرام النيران في الجامعة.

القرار أُعِيد التشديد عليه في الأيام الماضية، لا سيما أنه تم إصداره منذ نحو عامين.. نعلم أن جامعة الازهر هي بؤرة اشتباكات طلاب الإخوان عقب ثورة 30 يونيو، خاصًة وأنها تُعَد معقل من معاقل النشاط الطلابي للجماعة المحظورة، واستمرت مظاهرات طلاب الجماعة واشتباكاتهم من خلالها ما يزيد عن عام دراسي. واستخدم فيها طلاب الجماعة كل الأساليب والوسائل الممكنة. وكان من بينها عبوات "الاسبراي" التي استُخدِمَت في إشعال الحرائق لاحتوائها على الكحول. لكن مثل هذا القرار قد يجلعه مدخلًا لكل المنقدين لا سيما أن الجامعات الأجنبية لم تفكر يومًا في ذلك.

الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية وعضو البرلمان، قالت في تعليقها على ذلك إن حـرم الجامعة مثل الجمهورية المستقلة الذي له قوانينه الواجب احترامها، ومنها منع الأزياء التي لا تحترم قيمة العلم، وكذلك قصات الشعر.

وحول منع بعض الأشياء، قالت النائبة البرلمانية: إن إدارة الجامعة مسئولة عن سلامة الطلاب، مُشَبِّهة الأمر بالطائرات التي يتم منع عدد من الأشياء على متنها مثل المواد القابلة للاشتعال، حرصًا على سلامة الركاب. ولذلك فمن حق إدارة الجامعة منع أية أشياء يمكن أن تؤثر على سلامة الطلاب.

 

ممنوع دخول المياه الغازية

فى سياق البحث عن الممنوعات داخل جامعة الأزهر كانت المفاجآت كثيرة جدًا، فقد تم منع عبوات المياه الغازية، والزجاجات. وبررت إدارة الجامعة ذلك بأنه من الممكن استخدامها كعبوات المياه الغازية بصورة شبيهة لاستخدام الحجارة بينما يتم استخدام الزجاجات في صنع قنابل المولوتوف ضد سيارات الشرطة والمدرعات. وأيضا لإشعال الحرائق عن بعد، وقد صدر  منذ عامين وتم التشديد عليه أيضًا في العام الجاري.

 

البنطلونات الممزقة

أما فيما يتعلق بالأسباب الأخلاقية، فمع اشتعال أزمة "البنطلونات الجينز الممزقة" في أغلب الجامعات، حيث تم منعها في عدد منها، مثلما فُرِضَت غرامة فورية على الطالب الذي يدخل كلية تجارة جامعة الإسكندرية ببنطال ممزق. جاء فرع جامعة الأزهر في شبين الكوم ليشعل أزمة "البنطال الممزق" حيث منع عميد كلية اللغة العربية دخول أي طالب لحرم الجامعة مرتديًا بنطال مُمَزق، وأعطى للطلاب مهلة لأسبوع واحد قبل تنفيذ القرار في أكتوبر الماضي. وأعقب ذلك تعميم من جامعة الأزهر على كل فروعها بمنع ارتداء الطلاب البنطال الممزق.

 

وقصات الشعر المحرمة

"الفيزون والبرمودا وقصات الشعر الحديثة" ممنوعة بأمر الأزهر. ربما لم يصدر قرارا رسميا من جامعة الأزهر بحظر قصات شعر معينة لطلابها. ورغم ذلك فإن ضمن حملة "الانضباط الشرعي" التى انتشرت في الفصل الدراسي الأول من العام الجاري، ما شكى منه عدد من الطلاب ممن مُنع دخولهم الجامعة بسبب قصات الشعر الغريبة. وكذلك ما يُعرَف بـ"القزع"، وهو حَلق جزء من الرأس فقط. حيث يُعَد القزع محظورا لأسباب دينية لوجود حديث شريف عن الرسول محمد (ص). ورغم تعدد الشكاوى إلا أن الجامعة نفت ذلك.

 

ممنوع دخول الفيزون

رغم عدم اقتصار الدراسة في جامعة الأزهر على طلاب المعاهد الأزهرية فقط، وعدم السماح لطلاب الثانوية العامة من المسلمين بالالتحاق بها؛ إلا أن شرط الحصول على شهادة إتقان اللغة العربية، وكذلك الحصول على شهادة معادلة الثانوية العامة بالثانوية الأزهرية يُقصِر الدراسة على طلاب الثانوية الأزهرية. ونظرًا لطبيعة الدراسة الدينية في المعاهد الأزهرية، فإن الفتيات الملتحقات بجامعة الأزهر يلتزمن بالزي الإسلامي المتمثل في الحجاب. ومع ذلك فإن الملابس غير المحتشمة ومنها البنطال القصير، وكذلك الملابس الضيقة مثل "الفيزون" ممنوعة داخل الجامعة، حتى إذا لم يتم الإعلان عن ذلك بصورة رسمية.

 كما شملت حملة الانضباط الشرعي على الطلاب الذكور عدم استخدام "الحظاظات". وكذلك السلاسل باعتبارها رموزا غير مُستَحَبة للرجال، وتوحي بعدم المسئولية..

علقت أيضًا الدكتورة آمنة نصير، على هذة النقطة ايضا قائلة: "الجامعة لها احترامها"، مؤكدة أنها تسمى بـ "الحَرَم" لما لها من وقار، واحترام يجب الالتزام به، موضحة أن جامعة الأزهر ذات طبيعة دينية، لها آدابها واحتراما خاصا، وهو ما يضع شروط وتقاليد خاصة يجب احترامها.

وختمت آمنة نُصيربقولها: إذا دخلت محاضرة، ووجدت طالبة تلبس ملابس غير لائقة أو ترتدي بنطالا ممزقا سأمنعها؛ لأن علم الفلسفة والعقيدة الذي أدرسه للطالبات له احترامه.