الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

"الاضطراب النفسي" في الطفولة والمراهقة.. "العرض" يكشف "المرض"

كشكول

كيف نتعرف على المرض النفسي لدى الأطفال والمراهقين؟

وجهنا السؤال لأساتذة الطب النفسي، فكانت إجاباتهم كاشفة عن ما يتعرض له أبنائنا في سن الطفولة أو المراهقة، دون أن ننتبه لما يجب علينا فعله. إذ نتحول نحن أيضا إلى شركاء في إصابتهم بامراض المراحل العمرية الأولى وفترة المراهقة.. عن ما وراء الانطواء والعزلة، وصعوبة التركيز في الدراسة، فضلا عن سوء السلوك، وكل ما يشكل اضطرابا يعاني منه الصغار بدءا من التبول اللاإرادي، وانتهاء بالسرقة والكذب.. تكشف إجابات علماء طب النفس عن أعراض وأمراض وأيضا طرق العلاج الواجب على الأهل الانتباه إليها..

الدكتور إبراهيم مجدى، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس، يشير في البداية إلى اختلاف أعراض الأمراض النفسية في الأطفال والمراهقين عن الكبار. موضحا أن أكثر الأمراض النفسية شيوعا في الأطفال هي التي تدفع ذويهم للتردد على عيادات الأطباء واولهـا التبول اللا إرادى، وصعوبة التركيز والتأخر الدراسي وفرط الحركة، بجانب سوء السلوك مثل العنف والسرقة والكذب.

لكن في بعض الأحيان – بحسب الدكتور مجدي- يكون التبول اللا إرادي علامة عن عدم رضا الأطفال وغضبهم من أسرتهم نتيجة الإهمال، أو نتيجة تعرضهم لتحرش جنسي وخوفهم من الاعتراف والبوح لأهلهم.

 وعن صعوبة التركيز فيفسرها استشاري الطب النفسي، بكونها أحيانا ترد لأمراض عضوية كالصرع والأنيميا واضطرابات المناعة، ويوضح بقوله: "لابد عند الشك في مرض الطفل نفسيًا أن نجرى له تحليل دم وبول واختبار ذكاء واختبارات تحدد فرط الحركة وصعوبة التركيز بجانب التاريخ المرضي للطفل، لمعرفة هل كانت لديه مشاكل في الولادة أم لا؛ لأن مشاكل الحمل والولادة تؤثر على الأطفال"، مؤكـدا أنه في بعـض الأحيان العنف وسوء السلوك يكون علامة من علامات الاكتئاب عند الأطفال.

اضطراب المسلك وفرط الحركة

لكن الدكتور تامر البسيونى، نائب مدير إدارة الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية، في إجابته عن أعراض وأسباب المرض النفسى، يعتبره مرضا عضويا مثل أي مرض آخر يصيب الطفل والمراهق كما يحدث للكـبار بالضبط، مشيرا إلى أن الطـفل قد يكـون "شقيا أو سريع يغضب أو يتشاجـر مـع أصدقاءه، أو يتوتر لأقل شيئ"، لكن هذا كله  -بحسب الدكتور البسيوني" قد يكون شيئا طبيعيا، الكن غير الطبيعى هو أن تلازمه حالات معينه طوال الوقت، مثل أن يكـون "زعـلان طول الوقت ومنطوى، أو يجلس مع نفسه كثيرا أو أن يحدث له تغـيرا كـبيرا في نومه وأكله أو يشكو من صداع ومغص فه،و بذلك لديه أعراض الاكتئاب.

أما لو كـان الطفل المراهق عنيدًا طول الوقت ويكذب ويسرق ويتأخر خارج المنزل، ويهرب من المدرسة فهذا ما يسميه الدكتور البسيوني "اضطراب المسلك"، وعن الحركة

الزائدة والاندفاع وعدم التركيز في التحصيل الدراسي أو الكـلام في المنزل والنسيان فيعتبرها الدكتور "البسيوني" مرضا يسمى "اضطراب فرط حركة ونقص انتباه". ويحذر عند ملاحظة أن الطفل طول الوقت قلق وعضلاته مشدودة ويخاف من أشياء كـان لا يخاف منها، أو عاد يتبول لا إراديًا على نفسه، وأصبح متعلقا بأمه، لا يستطيع أن يبتعـد عنها.  موضحا ان كل ذلك يعد أعراضا لاضطرابات القلق.

"التوحــد والفصام" .. والجينات الوراثية

ويكشف البسيوني اعراضا أخطر، يجب على الاهل الانتباه لها وتظهـر عندما يتأخر الطفل في الكلام، ولا يستطيع التواصل مـع أي شخص حوله حتى أمه، فلا ينظر لعينيها وهى تكلمه، ولا يلعب مثل الأطفال وتكون لديه حركـات ثابتة يفعلها بشكل متكرر. فهذه الأعراض يؤكد الدكتور البسيوني أنها اضطراب مرض "التوحـد".

 أمـا عندما يأتي الطفل بتصرفات غريبة ويهمل في نفسه ونظافته الشخصية، ويقول كلامًا غير مفهوم، ويلاحظ عليه أنه يكلم أحدًا غير موجود، فهذا ما يسمى "مرض الفصام"، لذلك يشدد الدكتور البسيوني على ضرورة  الاستعانة بطبيب نفسى متخصص.

وأشارت الدكتورة إيمان جابر "ليس بالضرورة أن يكون في العائلة شخص لديه مرضا نفسيا"، هذا ما أرادت الدكتور إيمان جابر مدير إدارة الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة لنفسية، التأكيد عليه أولا قبل أن تؤكد أن الإصابة بالمرض النفسي قد تحدث لأسباب أخـرى تتمثل في عوامل حوله تساعد على ظهور الاضطراب الجينى، بالإضافة للسمات الشخصية وقدرات الطفل على التكيف مع هذه العوامل. موضحة أن العوامل التي يتعرض لها الطفل كثيرة ومنها ما يكون خارجا عن إرادة الوالدين أو بسببهما خصوصا أذا لم يعرفا أنهما مسئولان عن علاجه إذا لم يكونا مسئولين عن مرضه. فكثير من الآباء والأمهات يرفضون العلاج النفسى لأبنائهم بدعوى أنها مخدرات، وهذا اعتقاد خاطئ تمامًا لأن الاضطرابات لدى الأطفال بداية علاجها نفسى أولا عن طريق جلسات فردية للطفل أو مع مجموعة من الأطفال، وهناك كثير من الأطفال لا يحتاجون علاجا نفسيا بالأدوية .