الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

هل يمكن لألعاب الفيديو أن تكون سر نجاح الأطفال في الدراسة؟.. باحثون يجيبون

كشكول

يقضي الأطفال والشباب وقتًا طويلاً أمام ألعاب الفيديو، ويتجولون في مواقع التواصل الاجتماعي، تلك العوالم الافتراضية الأخرى المتاحة لهم، فقد غيرت ألعاب الفيديو الطريقة التي يقضي بها معظم المراهقين وقت فراغهم في سنوات.

 

وبحسب موقع"psychologytoday"، فإن أكثر من ثلثي سكان الولايات المتحدة من الأطفال الذين يبلغون من العمر 13 عامًا، يقضون وقتًا طويلًا أمام ألعاب الفيديو، حيث تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 15 عام يقضون ما يصل إلى 12.2 ساعة في الأسبوع فى ممارسة ألعاب الفيديو، في عام 2017.

 

فيما تؤكد الإحصائية إلى أن النسبة تزداد بالنسبة للمراهقين الأكبر فى العمر، حتى في الأطفال الأصغر سنا الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 4 سنوات، فإن الوقت الذي يقضونه في لعب ألعاب الفيديو يمكن أن يصل 5 ساعات في الاسبوع أو أكثر.

 

وتعد هذه الألعاب مصدر قلق لأولياء الأمور والمعلمين، لما تخلفه من آثار الضارة المحتملة بالإضافة إلى التأثير طويل المدى الذي قد تحدثه ألعاب الفيديو على تنمية الطفل.

 

وفي الوقت الذي يركز فيه الكثيرون على المحتوى العنيف في ألعاب الفيديو، وأنه قد يؤدي إلى مزيد من العدوان، وحذر باحثون آخرون من مشاكل صحية محتملة بما في ذلك فقدان النوم وانخفاض العلاقاعت الاجتماعية لدى الأطفال.

 

وهناك دراسات حديثة عن تأثير ألعاب الفيديو على التحصيل الدراسي للأطفال كانت أكثر إثارة للجدل، في حين أن بعض الدراسات تشير إلى أن ألعاب الفيديو المكثفة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على التحصيل الدراسي، إلا أن بعض الدراسات الأخرى أظهرت العكس تماما.

 

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الأطفال والشباب الذين يمارسون ألعاب الفيديو، يقضون وقتًا أقل في الواجب المنزلي بالمقارنة بنظرائهم الذين ليسوا من اللاعبين.

 

كما تبين الدراسات الحديثة أن الأطفال لاعبى الفيديو، يحصلون على عدد ساعات نوم أقل بالمقارنة بنظائرهم من الأطفال، حيث تعمل الإثارة الجسدية والعاطفية التي تنتجها جلسات الألعاب المكثفة على تقليل كمية نومهم وتجعلهم أقل يقظة بشكل عام.

 

ويعزي الباحثون المؤيدين لفكرة أن ألعاب الفيديو للأطفال تؤدي إلى التحسين المعرفي، إلى أن ألعاب الفيديو غالباً ما تكون معقدة ويمكن أن تكون بمثابة برامج تدريبية لمختلف المهارات المعرفية، وهذا يعني أن الألعاب يمكن أن تؤدي إلى تحسينات كبيرة في سعة الانتباه والتوجه البصري والذاكرة العامة.

 

فأظهرت نتائج الدراسات البحثية، ان اللاعبين العاديين أحرزوا درجات أعلى من غير اللاعبين في اختبارات الأداء، والذكاء والذاكرة بالنسبة للأطفال الصغار على وجه الخصوص، تظهر التحسينات أكبر حتى من اللاعبين البالغين.

 

لذا، هل ألعاب الفيديو مفيدة أو ضارة فيما يتعلق بالنجاح الأكاديمي؟

يجيب على هذا التساؤل واحدة من أكبر الدراسات التي أجريت حتى الآن، منشورة في مجلة Psychology of Popular Media Culture ، حيث أجراها فريق من الباحثين الألمان بقيادة تيمو جنامس من جامعة يوهانس كيبلر لينز.

 

فقام فريق الباحثين بتحليل بيانات 3554 طالبًا (56٪ من الإناث) لدراستهم الخاصة، عبر ثلاثة مجموعات تبدأ في الصف التاسع وحتى الصف 11، والصف 13.

 

ووجدوا أن 70 في المائة من الطلاب الذين تم أخذ عينات منهم ذكروا أنهم يمارسون ألعاب الفيديو في بعض الأحيان، بينما كان 20 في المائة يقضون ساعتين في اللعب في اليوم، حتى في الليالي المدرسية.

 

وأظهرت النتائج أن المخاوف المتعلقة بالأخطار المحتملة للألعاب، من المرجح أن تكون مبالغ فيها، خاصة فيما يتعلق بالإنجاز الدراسي، وأن الألعاب لها تأثير سلبية على التقديرات، إلا أن حجم التأثير لا يزال صغيراً جدَا.