صراخ الأم ينتج جيلا عدوانيا من الأطفال
كثيرا ماتستخدم الأمهات الصراخ كأسلوب عقاب لأطفالهمن ولا
يعلمن أثار هذا الأسلوب على الأطفال وعلى علاقتهم بأطفالهم.
وهذا ماتؤكده شيماء إسماعيل خبيرالعلاقات الأسرية والتربية
الخاصة للأطفال، بأن الصراخ عقابا فاشلا لأنه يشيع في البيت مناخا متوتراً يؤثرعلى
كل من يعيشون فيه، والبيت الذي تعلو فيه الأصوات هو مناخ مناسب لإنتاج أفراد مرضى بأمراض
نفسية، كالقلق والإكتئاب، فالطفل الذي تصرخ أمه دائماً في وجهه، وتؤنبه بإستمرار، سيشعر
تلقائياً بأنه فرد غير مقبول، والجميع يبغضونه،ولا يرتاحون لتصرفاته.
هذا بالإضافة إلى كون الصراخ يحدث ما يسمى بالرابط السلبي
لدى الطفل، بمعني أنه يذكره بمواقف سيئة يتألم لتذكرها وتجترها ذاكرته بمجرد سماع الصراخ،
وقد يدوم معه طوال حياته، ومهما كبر فإن أي رفع للصوت أمامه يعيد لديه تلك المشاعر
السلبية التي إستشعرها وهو طفل ضعيف.
وأضافت خبير العلاقات الأسرية، أن أسلوب الصراخ في وجه الأبناء
يمثل قدوة سيئة لهم في التعامل مع الآخرين، حيث يتشربون هذا السلوك، ومن ثمّ يبدؤون
في ممارسته تجاه الأطفال الأصغر منهم في العائلة والمدرسة وقد نرى البنت تصرخ في وجه
أمها أو أبيها والولد كذلك، وطبعاً يكون من العبث حينئذ أن ننهاهم عن ذلك، متسائلة
"كيف وقد ربيناهم على الصراخ وكان هو وسيلة التفاهم بيننا وبينهم؟".
وأشارت خبير العلاقات الأسرية أنة من نتائج الصراخ الدائم
في وجه الأطفال، إلي أنه ينتج جيلاً مشاغباً يتسم بالعصبية والعناد وربما العدوانية،
فبعد إجراء دراسة شملت 110 من الأسرالأمريكية تضم أطفالاً تتفاوت أعمارهم ما بين ثلاثة
وخمسة أعوام، أعلن معهد العلوم النفسية في "أتلانتا" عن نتائج هذه الدراسة
وكانت كالآتى:
(أكدت الدراسة أن هناك علاقة قطعية بين شخصية الطفل المشاغب
الكثيرالحركة، وبين الأم العصبية التي تصرخ دائماً وتهدد بأعلى صوتها حين تغضب، و المقصود
بالطفل المشاغب- كما جاء في هذه الدراسة- هو الطفل الذي لا صبرعنده والعنيد والمتمرد
والعدواني نحو الآخرين حتى والديه، والذي لا يلبث أن يجلس حتى يستعد مرة أخرى للقيام
واللعب أو العراك مع أحد أخوته).
