الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

"هوجة" قتل الأباء لأطفالهم (تحليل نفسي)

كشكول

تكرار حوادث قتل الأباء والأمهات لأطفالهم بدم بارد مع تغير الأسباب، أصبحت ظاهرة يجب الوقوف عندها ودراستها لمعرفة أسبابها ومحاولة علاجها.

فى خلال الفترة الأخيرة كان يستيقظ المجتمع المصرى على جريمة مفجعة تهز وجدانه وتجعل الكل يتسائل ماذا حدث للمجتمع، وأين الترابط الأسرى الذى كان يميز مجتمعنا عن باقى المجتمعات الأخرى؟، ولماذا يدفع الأطفال فى مجتمعنا ثمن الضغوط التى يتعرض لها الأهالى؟، أم أن هناك خلل بالمجتمع يجب النظر إليه.

 

ـ فالأولى كانت مقتل أطفال ميت سلسيل على يد أبيهم "محمود نظمى" والذى إرتكب الواقعة بسبب رؤيته عدم أحقيته بأن يكون أبا للطفلين، لإرتكابه أعمالًا تسيء لسمعة الصغيرين وتمثل وصمة عار لهما عند كبرهما.

وأقر الأب بأنه قام بإلقاء نجليه من أعلى كوبرى فارسكور فى المياه فى تمام الساعه 4.30 عصرا، وادعى اختطافهما وتم إبلاغ مركز الشرطة فى تمام الثامنة مساءً، قائلًا؛ "أنا مستحقش أكون أبوهم، أنا وصمة عار بالنسبة لهم".

ـ والثانيه كانت مذبحة الشروق الشهيرة والتى راح ضحيتها أم وأطفالها الأربعة على يد الأب  "كرم .م" والذى قام بتنفيذ جريمته بوضع أقراص مخدرة فى العصير لزوجته وأبنائه الأربعة ثم أحضر سكيناً من المطبخ وقام بذبح الزوجة ولم يتركها حتى فصل رأسها عن جسدها، ثم قتل الأطفال بنفس الطريقة، ودخل بعد ذلك الحمام وقام بتغيير ملابسه التى تلطخت بالدماء، وذهب إلى محطة قطار رمسيس عائداً إلى مسقط رأسه فى أخميم.

ـ وتأتى بعد ذلك جريمة أخرى حيث توفى طفل وأصيب الأخر والأب بحروقا بالغه على يد الأم "سميحة محمود" 35 عاما ربة منزل، والتى أشعلت النار في المسكن من خلال سكب البنزين على أثاث الشقة، لتمتد النيران إلى حجرة الأطفال والزوج وتشتعل النيران في أجسادهم، بعد مشاجرة حادة مع الزوج بسبب مصروفات المدارس.

وعن تلك الظاهرة التى باتت تتكرر بشكل مبالغ فيه يقول دكتور جمال فرويزأستاذ علم النفس جامعة عين شمس، أن القصه بدأت بمقتل أطفال ميت سلسيل وتسليط الإعلام الضوء على القضية بشكل مبالغ فيه زاد "بالخلفية الذهنية للناس" وأصبح كل من لديه شكوك بأمر ما أو يعانى اضطرابا نفسيا يقلد الموضوع هو الأخر ويقوم بالتخلص من أطفاله.

ويرجع أستاذ علم النفس الموضوع للانحدارالدينى والثقافى الذى يعانى منه المجتمع.

ويحذر فرويز إن لم تتدخل الدولة لمعالجة الأمر والوقوف على الأسباب الحقيقه لإنتشار تلك الظاهره فسوف يكون القادم أسوأ بكثير وستصبح مثل هذه الكوارث طبيعيه ولن يتحرك لها ساكنا من كثرة حدوثها .

وذلك نتيجة وسائل إعلام سلبية وإنحدار ثقافى فالدولة تعانى انحدار ثقافيا وأخلاقيا شديد بسبب غياب الوعى والثقافة وترك وسائل الإعلام الفاسدة تبث الأفكارالمسممة والمنحدرة فى عقول الناس.

ويؤكد أستاذ علم النفس على ضرورة قيام الدولة برفع مستوى الثقافة والتوعية لدى الناس لأن شعب بلا ثقافة هو عبارة عن حيوانات تسيرعلى الأرض.