«الأسرة المصرية المعاصرة في المساحات السكنية» رسالة بحثية بالجامعة الألمانية بالقاهرة

دائما ما يحلم الفرد بالأقامة في شقة ذات مساحة واسعة لتلبي احتياجاته وتتسع لأفراد أسرته إلا انه أحيانا ما يصطدم بالواقع الذى معه تتلاشى الأحلام ليضطر إلى الإقامة بشقة ذات مساحة صغيرة ليجد نفسه يواجه مشقة ترتيبها بما يتوافق مع متطلبات احتياجاته المعيشية ، وهذا ما ارتكزت عليه الباحثة سما أحمد عمر المعيدة بقسم تصميم المنتج بكلية العلوم والفنون التطبيقية بالجامعة الألمانية بالقاهرة حيث تناول البحث كيفية الوصول إلى البدائل التصميمية المختلفة عن طريقة اعادة التفكير في تنظيم عناصر التاثيث الداخلي ليناسب الإقامة في الشقق صغيرة المساحة وذلك في رسالتها البحثية التي تقدمت بها للحصول على درجة الماجستير والتي جاءت بعنوان 

كیف تنمو التصمیمات مع المستخدمین تطویر "أنظمة نمطیة" للمساحات متعددة الوظائف في الشقق الصغیرة ، دراسة عن الأسرة المصریة المعاصرة

وفي هذا الصدد أوضحت سما ان احد المشكلات العالمیة في المدن الكبرى ھي تزاید مساحات الشقق الصغیرة والسبب في ذلك يرجع إلى نزوح العديد من سكان المناطق الريفية إلى المدن بحثاً عن فرص أفضل،  الأمر الذي دفع العديد من الشركات العقاریة في القاھرة إلى تصميم  وحدات ذات مساحات صغیرة ولذا فكان لابد من إيجاد أفكار ملهمة ومتنوعة للأستغلال الأمثل لتلك المساحات وهي التي أستخدمت بعضها كحالات للدراسة في ھذا البحث التطبيقى ، الذي ارتكزت فيه على تطویر مفاھیم التقنيات الحديثة لتصميم الأثاثات المتعددة الأستخدامات و التي تتكيف مع هذه المساحة مع مراعاة حسن أستدامة معیشة أفرادها لتلبي احتياجاتهم المتغيرة بشكل جيد وبأقل الأدوات التى تجعل واقع حياة الأسرة ممتعة بسيطة سعيدة وزاهية.

كما أشارت الباحثة إلى انها في خطوات برنامجها البحثي التطبيقي أتجهت إلى القيام بتنفيذ عدد من التصميمات المركبة التي شاركت بها في 4 معارض دوليه للاثاث التى تقام  بمصر رغبة منها فى تقيم أعمالها والتعرف على مدى أقبال الجمهور عليها  وتوثيق ملاحظات مشاهديها ، كما انها قامت برحلة داخلية لكبرى شركات الأثاث في مصر "إيكيا مصر " لتنظيم مقابلات ميدانية مع عدد من العاملين المنتسبين لها  للإستفادة من خبراتهم المتميزة في المجال التصميمي وجمع البيانات حول كيفية بحث وتصميم المساحات الصغيرة للسوق المصري.

ونوهت سما إلى ان تجربة تصمیم النماذج متعددة الوظائف أظهرت مدى شعور الأفراد بأنجاز عندما يشاركوا المصمم في اختيار الحلول الخاصة بهم وفقا لما يحتاجونه في منازلهم مع مراعاة استمرار كفاءة وفعالية هذه التصميمات وملائمتها لأحتياجات الأفراد بشكل مستدام ، كما أظهرت التجربة كیف أن المساحة السكنية الصغیرة قد استوعبت الأنشطة المختلفة للأسرة التي يمكن ان يقوموا بها في المنزل كما انها تساهم في الحفاظ على الأستمرارية المعيشية لهم في هذه المساحة فلا يشعروا بالرغبة في الحصول على مساحة سكنية أكبر مع مرور الزمن و تغير احتياجاتهم او زيادة عدد افراد الأسرة .

تكونت لجنة المناقشة من الأساتذة الدكاترة علاء الأنصاري بكلية العلوم التطبيقية والفنون بالجامعة و المشرف العام على الرسالة و عليه عبد الهادي الاستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان والاستاذ توماس هوفمان عميد كلية العلوم التطبيقية جامعة اوسنابروك بألمانيا.