الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

«كشكول» يرصد قصص طلاب تعرضوا للتنمُّر داخل المدارس

كشكول

حازم انتحر بسبب السخرية من إعاقته.. وزملاء طفلة سمراء: «باباكى اتخض منك.. مات»

 

روت مُعلمة فى إحدى المدارس الثانوية قصة طالب يدعى «حازم» انتحر بسبب «التنمُّر»، قائلة إنه عندما كان فى سن العاشرة نشب حريق بمنزل أسرته، تسبب فى تشوه وجهه وإصابته بإعاقة فى رجليه.

 

وأضافت المُعلمة أن زملاءه فى المدرسة كانوا يتنمَّرون، ويقولون له: «اعملّنا مشية البطة»، ثم أطلقوا عليه لقب «حازم بطة»، مشيرة إلى أن والدته جاءت كثيرًا إلى المدرسة للتحدث إلى زملائه وأولياء أمورهم، لكن الأمر كان يزداد تعقيدًا.

 

وقررت الأم أن تُلحق «حازم» بمدرسة خاصة، لكن جميع المدارس رفضت قبوله، وفوجئت الأم -التى أصبحت المعلمة تطمئن على أحوالها من وقت لآخر- بناظر إحدى المدارس يقول أمام الطفل: «الولد هيبقى هو الوحيد فى المدرسة بالحالة دى.. ومش هقدر أمنع عنه أذى الأولاد».

 

وأشارت إلى أن «حازم» أقدم على الانتحار بعد ذلك، بسبب إحساسه بأن المجتمع يعاديه ويضطهده.

 

وقالت أم إحدى الطالبات بمدرسة ابتدائية، إن ابنتها سمراء، وشعرها مُجعد، ولم تكن الطفلة تشعر بأن شكلها قد يسبب لها أزمة، لأن والدها الذى توفى منذ نحو عامين كان يمتدحها، ويقول إن لونها يشبه شجر «الأبنوس»، وشعرها يشبه «أشجار الجنة»، فكانت البنت تحب شكلها جدًا، وكان دعم والدها يجعلها تتجاهل من يسخرون من شكلها بالمدرسة، ويقولون لها «شوكولاتة».

 

وأضافت الأم: «عندما توفى الأب، انتقلت إلى سكن آخر، ونقلتها إلى مدرسة أخرى، وللأسف دمر زملاؤها الجدد نفسيتها تمامًا، وكانوا يقولون لها، عندما يعلمون بوفاة والدها: (أكيد صحى من النوم شافك مات)، ولما اشتكت للمدرسة ضحكت أكثر وقالت لها: (أنتِ شبه الدبور)».

 

وتابعت الأم: «بنتى بقت عدوانية، وبقت ترد على غلاستهم بعنف، وهنا بس المدرسة افتكرت وبعتت تشتكى منها، ودلوقت الدراسة بدأت وهى مش عايزة ترجع المدرسة».

 

فى السياق ذاته، قالت الطالبة هاجر محمد، من متحدى الإعاقة، إنها تعرضت للتنمُّر فى حياتها كثيرًا، موضحة: «قدمت على دبلومة بجامعة عين شمس، ورغم اجتيازى اختبار القبول، رفضنى الأساتذة فى المقابلة الشخصية، بسبب إعاقتى، فأصبحت محطمة نفسيًا».

 

عقب تلك الحادثة قررت الحصول على دعم لقضيتها عبر «السوشيال ميديا»، ونجحت فى ذلك، وظهرت أكثر من مرة على قنوات تليفزيونية للتحدث عن مشكلتها. تقول «فى هذه الفترة كنت أبحث عن عمل، وصرفت نظر عن الالتحاق بجامعة عين شمس، ثم حاولت تقديم دبلومة فى جامعة القاهرة، وتم قبولى، وفرحتى حينها كانت لا توصف».

 

واختتمت: «قدرت أتحدى ظروفى، وعافرت عشان أحقق الحلم اللى عايشة عشانه، وأتمنى أكون وزيرة لذوى الاحتياجات الخاصة، وأتمنى إن كل الناس تتعلم العطاء والإخلاص».

 

ومن القصص التى تعكس أهمية دور الأسرة فى علاج الأزمة، ذلك التلميذ بالمرحلة الابتدائية، الذى يدعى «محمود عفت عبدالعليم»، وكان الطلاب يسخرون من اسمه، ومن نظارته.

 

والد الطفل، عفت عبدالعليم، قال: «لاحظت فجأة أن الولد أصبح يكره ارتداء نظارته، ويقول للناس إن اسمه محمود عبدالعليم، ويكره ذكر اسمى، لأن زملاءه يضايقونه».

 

وأضاف الوالد: «فقررت تفسير الأمر لابنى، وأهديت له مقطوعة موسيقية لعازف الناى الشهير محمود عفت، فأحب الولد الموسيقى والاسم، ورأى صورة عفت، فأحب نظارته أيضًا، وأصبح يحكى لأصدقائه عن سر الاسم، ويفتخر به».