السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

"ساندي شو".. أستاذ علم نفس: نموذجا على استغلال براءة الأطفال من أجل الشهرة والدعاية

كشكول

الطفلة ساندى والمعروفة إعلاميا بـ"ساندى شو" صاحبة الثمانى سنوات هى ظاهرة بدأت فى الانتشار والشهرة على مواقع التواصل الإجتماعى من خلال الفيديوهات التى تبث عبر صفحتها على "فيس بوك"، والتى تتضمن تقديم الطفلة للأغانى الشعبية مع تأدية حركات وتعبيرات بالوجه تتماشى مع الأغنيه الشعبية، إلى جانب فيديوهات تحتوى على حوارات بين الطفلة وجدتها صاحبة الفكرة وعن أشياء كثيرة تخص حياة الطفلة ولكن بأسلوب لا يليق بطفلة فى مثل عمرها.

وعن تلك الظاهرة، يعلق الدكتور أحمد فخرى أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، أنه انتهاك لخصوصية الطفلة وبالتالى يكون له عواقب نفسية ومستقبلية سيئة على الطفل لأنه ينمى النرجسية وحب الذات والتمركز حول الذات وينمى الاستعلاء لدى الطفلة.

كما أن تسليط الكاميرا على الطفلة فى جميع تحركاتها يخترق الخصوصية وهذا أيضا له تأثيره على البناء النفسي للطفله ويجعلها لا تعيش المرحلة         العمرية الخاصة بها، كما أنه يؤثر بكل تأكيد بشكل كبيرعلى المفردات اللغوية والبناء المعرفى والوجداني لديها.

وعن عواقب تلك الظاهرة على الأطفال، يرى أستاذ علم النفس وتعديل السلوك، أنه من المهم جدا توعية الأسرة والمسؤلين عن تربية الأولاد، كون الطفل ليس مادة للدعابة أوالدعاية وكل مرحلة من مراحل الطفولة لها خصائصها التى يجب الاهتمام بها مثل اللعب والتعلم والتحصيل المعرفى وتكوين الخيال والحصيلة اللغوية المنضبطة.

ويضيف فكرى: لابد من نموذج مصرى إيجابي يربى عليه الأبناء بعيدا عن السلوكيات السلبية والنماذج المسيئة للتكوين المعرفى للطفل، ويجب أن يكون هناك دور للمجلس القومى للطفولة والأمومة فى منع استغلال براءة الأطفال على صفحات التواصل الاجتماعى أو الدعاية والإعلان لأن كل هذا يخرج الطفل عن نطاق البراءة والطبيعة التى يتميز بها الطفل فى مثل هذا السن.

وأرى أن أجمل ما فى الأطفال هى البراءة والتلاقائية والتصرف بطبيعة وحرية وهذا ما يجعلنا نعجب بالأطفال، أما مثل هذه الدعاية الرخيصة تفقدنا متعة الاستمتاع ببراءة الأطفال، وعلى الجانب الأخر نجد أن العالم الغربي يركز فى الفيديوهات التى تعرض على وسائل التواصل على الحركات والتصرفات العفوية والغير مقصودة الصادرة من الأطفال صغار السن مما يزيدنا إعجابا بالطفل ومرحلة الطفولة.

ويحذر أستاذ تعديل السلوك من العواقب النفسية فى مثل هذه الموضوعات، حيث أن الطفل يفقد تلاقائيته ويصبح محط إعجاب زائف من المحيطين به، مما يجعله متمركز حول ذاته يسعى إلى الشهرة المزيفة للبحث عن إعجاب الآخرين له بشتى الطرق، كما أن الطفل يفقد براءته من خلال تقليد الكبار فى التصرفات ومحاكاته بسلوكياتهم ويفقد لذة التصرف بتلاقائية وحرية ويصبح متصنع فى السلوك، وبالتالى يبتعد عن عالم الطفولة ويركز مع عالم الكبار وتصرفاتهم مما يفقد سير عملية النمو المعرفى والسلوكى والوجداني بشكل طبيعى وتسلسلى.