الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

هل يلغي اعتذارالطفل عقابه؟!

كشكول

الطفل دائما ما يخطئ لأنه مازال يتعلم، وهناك أخطاء يجب أن يعاقب عليها ليتعلم من أخطاءه ولا يكررها مرة أخرى، وطريقة عقابه سواء من الأب أوالأم أيضا وسيله لتعليم الطفل الخطأ من الصواب، لكن هل يفى اعتذار الطفل من الغرض ويلغى عقابه أم لا.

تجيب عن هذا التساؤل شهيرة عبد الفتاح أخصائى التربية الخاصة أطفال، تقع الكثير من الأمهات فى مشكله عندما تعاقب طفلها هي عدم الحسم والحزم في توقيع العقاب، بحيث لا يحقق العقاب أثره المطلوب، ويفقد الطفل العقاب نتيجته عن طريق قطع الطريق أمام الأم بالاعتذار السريع قبل أن تقع العقوبة.

بمعنى أنه إذا كانت العقوبة المقررة هي عدم الخروج أو عدم الشراء وهو ما نسميه الحرمان، فإن الطفل يذهب إلى الأم ويعتذر بالرغم من علمه المسبق بنتيجة المخالفة، فهو يعلم أن العقوبة لن تقع، وأن الأمر لا يحتاج إلا لمجرد كلمات الاعتذار التي توقف كل شيء.

 وبالطبع يرق قلب الأم عندما ترى الطفل يعتذر وتنسى أنها كانت تعاقبه، وتعتبر أو تتصور أن الإعتذار سيحل المشكلة الحقيقية، علما أن الإعتذار أمر مهم جدًّا في منظومة العقاب، ولكن بعد توقيع العقوبة وليس قبلها .

بمعنى أن جزءاً مهمًّا في توصيل رسالة العقاب التربوية هو الإعتذار حتى يترسخ في ذهن الطفل سبب العقاب، ويكون الإعتذارهوالتعبير العملي عن وصول رسالة العقاب إليه، أي أنه عرف خطأه ، ولذلك يعتذرعنه وقد دفع ثمن هذا الخطأ، وهذا ما لا يحدث في حالة الاعتذار قبل وقوع العقاب، وبالتالي لا يصبح لهذا التهديد بالعقاب أو عدم الإستمرار في إنفاذه أي أثر تربوي ،وعليه فبعد الإعتذار مباشرة يعود الطفل لنفس السلوك السيئ .

إذن فالطريقة هي علمه السابقة بالعقوبة، ثم عندما يقع الخطأ تنفذ العقوبة أولاً بحزم وحسم ثم يقوم بالإعتذار، وإذا تكرر الخطأ فلا مانع من مضاعفة العقوبة، والأفضل ألا يستخدم الضرب كإحدى وسائل العقاب ، لأن العنف لا يوجه بالعنف، ولكن الخصام لمدة محددة (نصف ساعة مثلاً) تزيد مع التكرار أو الحرمان أو الإبعاد أيضًا لمدة محددة كلها وسائل فعّالة بشرط الحزم والحسم والاستمرار حتى يقلع تماما عن السلوك المطلوب تغييره.