الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

الحريف.. مشوار خالد عبدالغفار من "عيادة مصر الجديدة" إلى وزارة التعليم العالى

كشكول

بتاريخ أكاديمى متميز، اختير طبيب الأسنان الدكتور خالد عبدالغفار وزيرًا للتعليم العالى، فى فبراير ٢٠١٧، ليكون مسئولا عن ملف التعليم الجامعى فى مصر.

كان أمام الوزير الجديد وقتها انتخابات طلابية متعطلة منذ سنوات، ومناطق لم تدخلها الجامعات بعد، وتحد آخر يتعلق بالتوجه التكنولوجى للحكومة وتطبيق ذلك على الإنشاءات الجديدة، وبهدوء يشهد له به موظفو «طب عين شمس» واجه «عبدالغفار» كل هذا بنشاط ومبادرة. «الدستور» ترصد تفاصيل مجهولة من حياة «عبدالغفار»، من طفولته التى قضاها فى منزل قائد عسكرى فى الجيش المصرى، مرورا بفترة تعليمه التى زامل فيها وزيرين حاليين معه فى الحكومة، إلى كفاءته المهنية والطبية وأبحاثه الكثيرة المنشورة فى دوريات علمية عالمية.

 

خريج «مدرسة الوزراء».. هالة السعيد وهشام عرفات زميلا دراسة.. وأستاذ زائر بجامعات أمريكا

يبلغ خالد عبدالغفار من العمر ٥٦ سنة، فهو من مواليد ١٩٦٢، قضى طفولته فى حى مصر الجديدة، ومدرسته الابتدائية هى «كلية السلام» التى كانت فى منطقة جسر السويس.

ومن المفارقات اللطيفة أن زملاء دراسته وزيران، هما الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، والدكتور هشام عرفات، وزير النقل، وسبق أن قام الرئيس عبدالفتاح السيسى والوزراء الثلاثة بتكريم مديرة المدرسة السيدة ليندا سليمان عطية فى يوم تكريم المرأة المصرية ويوم عيد الأم. تعلم «عبدالغفار» بمدرسة «كلية السلام» من عام ١٩٦٥ لـ١٩٧٠، ثم التحق بكلية طب الفم والأسنان جامعة عين شمس وتخرج فى ١ مايو ١٩٨٤، وحصل على درجة الماجستير فى ١ ديسمبر ١٩٨٩ فى الأجسام المناعية للفيروسات بالأسنان، ثم نال درجة الدكتوراه فى ١ ديسمبر ١٩٩٥، عن الخصائص السريرية والجرثومية والمناعية فى حالات التهاب سريع التغذية.

وعلى الرغم من تولى خالد عبدالغفار حقيبة التعليم العالى، فإن ذلك لم يُفقده شغفه الأول بالطب، فلا يزال يمتلك عيادته الخاصة بميدان الحجاز بمصر الجديدة، وله ٣ كتب فى مجال طب الفم والأسنان هى: Essentials of Periodontics andPeriodontology كتاب مادة علاج اللثة، Contemporary Oral Diagnosis كتاب مادة التشخيص، وBasic and Clinical Oral Medicine كتاب مادة طب الفم. ومن مظاهر تميزه العلمى فى تخصصه، أنه حصل على المركز الأول لأفضل بحث خلال المؤتمر الدولى للمؤسسة العالمية لأبحاث طب الأسنان «IADR»، وجائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الطبية، وجائزة أفضل بحث متميز على مستوى جامعة عين شمس، وشارك فى أكثر من ٥٠ بحثًا فى مجال طب الأسنان وتخصص طب الفم، نشر ٢٠ منها فى دوريات ومجلات عالمية.

عمل «عبدالغفار» أستاذًا زائرًا بكليات طب الأسنان فى جامعتى جورجيا وتكساس وهيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا بجامعة المستقبل. كما عُيِّن أمين لجنة قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات، وتولى منصب عميد طب أسنان عين شمس، ثم نائبًا لرئيس الجامعة، ومن ثم أصبح وزير التعليم العالى فى فبراير ٢٠١٧ خلفا للدكتور أشرف الشيحى، وبقى فى الوزارة مع التشكيل الجديد.

 

ابن أحد قادة أكتوبر.. بطل اسكواش سابق.. ولديه أربعة أحفاد

«عبدالغفار» من بيت عسكرى، فوالده هو اللواء عاطف عبدالغفار، نائب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، الذى شارك فى حرب أكتوبر، وكان الوزير فى الصف الثانى الإعدادى حينذاك.

عايش الطفل «خالد» كل تفاصيل الحرب منذ نكسة ١٩٦٧ مرورًا بحرب الاستنزاف وحتى انتصار أكتوبر، إذ كان والده حريصا على اصطحابه دائما إلى موقع العمليات قبل الحرب وبعد الانتصار، وكان يحكى له عن حياته كمقاتل واستعداده الكامل للتضحية من أجل الوطن.

وفى حديث له، قال الوزير إن والده طالبه بتنظيم رحلات طلابية للأماكن العسكرية ولو ليوم واحد فى الأسبوع، وإقرار حصول الطلاب على دورة «التربية العسكرية» داخل القوات المسلحة، لزيادة الانتماء وحب الوطن لديهم.

وللوزير شقيقان فقط هما «إيهاب» مهاجر إلى الولايات المتحدة منذ عام ١٩٩٥ ويعمل فى مجال الحاسب الآلى، وشقيقته «هالة».

يعيش «عبدالغفار» مع أسرته حاليا فى التجمع الخامس، ويمكن أن نُطلق على عائلته الصغيرة «الطبية جدا»، فقد اختار شريكة حياته وأم أولاده من نفس مجال تخصصه، بعد أن تعرف عليها بكلية طب الفم والأسنان، وإلى الآن لا تزال تعمل بالتدريس بالكلية.

ولدى الوزير ولد وبنتان، إحداهما درست نفس تخصص أبويها وأصبحت أستاذة فى نفس الكلية أيضا. ويرتبط «عبدالغفار» بعلاقة خاصة مع أحفاده الأربعة، إذ يقضى معهم معظم وقت فراغه، وعشقه لهم أجبره على اصطحابهم معه خلال الإدلاء بصوته فى الانتخابات الرئاسية، حاملين معه علم مصر.

يعشق خالد عبدالغفار الرياضة، خاصة كرة القدم والتنس والاسكواش، وهو بطل اسكواش سابق وحاصل على العديد من البطولات فى هذه اللعبة، كما يشارك دائما فى الأنشطة الرياضية بمختلف الجامعات المصرية الخاصة والحكومية، مثل عين شمس وحلوان والجامعة الأمريكية، وليس غريبًا أنه ينزل الملعب فى أكثرة من مرة بالزى الرياضى ويلعب مع الطلاب. يحث الوزير الشباب والطلاب على ممارسة الرياضة بأشكالها المختلفة، ويفضل الصعود على السلم بدلًا من المصاعد، رغم أنه يبلغ من العمر ٥٦ سنة، ويقول عن ذلك: «طالما لدى بعض الطاقة سأطلع السلم».

ومن عشقه للرياضة، التقى وزير التعليم العالى نجم المنتخب المصرى ولاعب ليفربول الإنجليزى محمد صلاح، فى مقر ناديه أثناء زيارته جامعة ليفربول البريطانية، وهنأه بالفوز بجائزة أحسن لاعب فى إفريقيا، وقدم له ميدالية تكريم من وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، تعبيرا عن تقدير شباب الجامعات المصرية للاعب القدوة الذى أصبح أيقونة لهم ومثالا للاجتهاد والعمل والأخلاق، وخير سفير لمصر فى مسابقات الدورى بالدول الأوروبية.

 

نجح فى اختبار انتخابات اتحاد الطلاب.. مدّ فروعًا جامعية للمناطق المحرومة.. وأمّن الدراسة بسيناء

يستحق وزير التعليم العالى لقب «الصامد»، فقد استطاع الاحتفاظ بمنصبه على مدار ثلاثة تعديلات وزارية لم يسلم منها العديد من الوزراء، ونجح فى اجتياز اختبار انتخابات الاتحادات الطلابية، بعد غياب دام أكثر من ٣ سنوات، منذ ثورة ٣٠ يونيو.

وقبل الوزارة، شهدت كلية طب الأسنان بجامعة عين شمس خلال فترة تولى «عبدالغفار» عمادتها عام ٢٠١٤ طفرة فى مختلف المجالات وأعمال تطوير مختلفة، إذ أسهم فى إدخال أحدث الأجهزة فى علاج الأسنان بمستشفيات الجامعة. خلال فترة «عبدالغفار» وزيرا أنشأ كليات تكنولوجية وأهلية كجامعة العلمين للعلوم والتكنولوجيا وجامعة الملك سلمان - جامعة الجلالة للعلوم والتكنولوجيا، وتوسع فى إنشاء الجامعات الأجنبية الجديدة، بالرغم من بعض الانتقادات التى واجهته من البعض.

كما عمل على إنشاء أفرع للجامعات الحكومية بالمناطق والمحافظات المحرومة من التعليم الجامعى كجامعتى الإسكندرية بمطروح، وأسيوط بالوادى الجديد، ونجح فى العبور بمشكلة التعليم الجامعى فى سيناء خلال الفترة الماضية ووضع خطة محكمة حتى يستكمل طلاب جامعتى سيناء والعريش السنة الدراسية دون خسارتها، فهو يؤكد حبه واعتزازه بأبنائها، كما وجه بمجانية تعليم أبناء الشهداء بجميع الجامعات. واستطاع الوزير تنظيم عملية التنسيق هذا العام والحفاظ على سرية الحدود الدنيا للكليات إلا عند إعلانها رسميًا من الوزارة، وتحسين معامل التنسيق بالجامعات وتشغيل الموقع الإلكترونى بشكل ممتاز دون توقف أثناء تسجيل الطلاب رغباتهم.

وشهد كل العمال والموظفين وأعضاء هيئة التدريس بالكلية بحسن معاملة «عبدالغفار» للجميع، منذ كان عميدًا، فهو شخص خلوق بعيدًا عن الجانب العملى، لا يرفض المساعدة لمن دق بابه، كما قالوا إنه شخص نشيط جدًا، إذ كان يصل مكتبه قبل العمال والموظفين ويبدأ عمله ولا ينتظر أحدًا.