الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"بداية الدراسة".. أزمة "البائع والشاري" للمستلزمات المدرسية

كشكول

العتبة ملاذ الأسر المتوسطة لملابس المدارس

سمير وعلى.. مكتبات الأغنياء لم تنج من الزيادة

زيادة أسعار الأدوات المكتبية 30%


مع بداية الموسم الدراسي كل عام نجد جميع العائلات المصرية متمركزون حول محال الملابس القريبة من منازلهم لشراء الزي الرسمي لأطفالهم المختلفين في الأعمار فمنهم من يقبل على المرحلة الابتدائية والإعدادية ومنهم الثانوية العامة.

وبعد شراء الزي المدرسي ينصب تفكيرهم حول شراء الأدوات الدراسية من كشاكيل وأقلام وغير ذلك، فنجد زحام شديد في منطقة الفجالة وذلك لشهرتها بالبيع جملة وأسعارها الهينة، فجميع العائلات متوسطة الدخل تتجه إلى منطقة الفجالة لشراء مايكفي من احتياجات أبنائها على مدار العام للحصول عليه بسعر الجملة بدلا من الشراء من المكاتب الخارجية والتي تباع بضعف سعر الجملة، أما فيما يخص بعض أصحاب المدارس الخاصة والذين يتعمدون شراء الجودة والمتانة والماركات المعروفة والمشهورة فتجدهم يذهبون إلى مكتبات وسط البلد وفروع مكتبات سمير وعلى.

وفي ظل ارتفاع الأسعار والذي يقترب من الضعف، أصبح سوق المدارس راكدا، ويرصد "كشكول" أسعار الأدوات الدراسية ومعرفة كيفية تعامل الأسرة المصرية مع هذه الزيادة.

"الطقم اللى كنت يجيبه ٩٠ جملة وابيعة ١٥٠ دلوقتى جملته ١٧٠ ويتباع ١٨٠" هذا ما بدأ به إسلام محمد، أحد الباعة في منطقة العتبة، مضيفا أن هذا العام هو الأصعب على الإطلاق منذ عمله فى هذه المهنة من ١١ عام، وذلك بسبب ركود سوق البيع بالرغم من أنه موسم بداية المدارس، مشيرا أنه في مثل هذه الأيام من الأعوام السابقة كانت منطقة العتبة مزدحمة بالأطفال وأولياء الأمور، وكانت تخرج من محله أكثر من ٣٠ قطعة يوميا رابحا في القطعة الواحدة مايزيد عن ٢٠ جنيه، ولكن مع زيادة الأسعار أصبحت من لديها أكثر من طفل فى مرحلة التعليم تأتي للحصول على طاقم واحد فقط لكل طفل يكفي معه العام، بالرغم من أنها كانت تبتاع للطفل الواحد طاقمين لكي يستطيع التبديل في ارتدائهم على مدار العام، ومنهن من لديها طفلين وتأتي لتأخذ قطعة واحدة وعند سؤالها عن الطفل الآخر ماذا سيرتدي؟! فيكون جوابها سيرتدي زي العام الماضى.

وأكد أنه عندما يبيع سبع قطع حاليا يشعر وأن أبواب السماء فتحت له على مصراعيها، مشيراً أنه يأخذ في القطعة الواحدة عشرة جنيه ربح، والذي يدفع منها في نهاية الشهر أجر العاملين معه وإيجار المكان الذي يضع فيه بضائعه فما يتبقى له القليل الذي لا يكفي احتياجات ومتطلبات أسرته الأساسية.

وذكر أن الأسعار في زيادة مستمرة فهي لم تتوقف بعد، مسترشدا بواقعة حدثت معه الأسبوع الماضي، قائلا: دخل علي أحد زبائني لكي يبتاع لابنته الزي المدرسي، وبالفعل أخذ قطعة بـ١٩٠ جنيها وكان متأزما وغاضبا من السعر، وعندما أتى هذا الأسبوع لكي يشتري لاختها نفس ما أخذت الأخت الكبرى كان يتوقع نفس السعر ممسكا بيده ١٩٠ جنيها ثمن الزي، وعندما أخبرته أن السعر ارتفع عن الأسبوع الماضى  ليصل إلى ٢٢٠ فما أكملت حديثى إلا ووجدت بضائعي التى كان يحملها لشرائها ملقاة على الأرض وأخذ يسب ويشتم في الأسعار وكأننى أنا من أضعها ولا يعلم أننى أعاني منها أكثر مما يعاني هو.

وأكد حديثه صابر، شاب في مقتبل الثلاثينيات واقفا على عربة بها أشكال مختلفة من الحقائب المدرسية، حيث قال إن زيادة الأسعار لا يعاني منها الزبائن على قدر ما يعاني منها البائع وذلك لأن دخله يقل للنصف بسبب هبوط الأرباح ووقف سوق الشراء وركوده " كنت باخد على الشنطة الواحدة ٣٠ جنيه مكسب دلوقتى مش باخد غير ١٠ جنيه" مضيفا أنه كان يبيع أكثر من أربعين حقيبة مدرسية في اليوم الواحد في موسم المدارس ولكن اليوم لا يبيع أكثر من سبع حقائب.

وذكر في حديثه لـ"كشكول" أن العشرة جنيهات التي يأخذها ربح ليس لها أي قيمة فهو متزوج ولديه طفلين لم تنقطع طلباتهم طوال اليوم، فبعدما كان يعود إلى منزله متحصلا على ٣٠٠ جنيه أصبح الآن يدخل منزله وليس معه إلا سبعون جنيها، قائلا: "المطلوب مني بقى أصرف على عيالي بالسبعين جنيه" .

وأضاف أن جميع الشنط المدرسية الموجودة حاليا في الأسواق الشعبية هي حقائب مصنوعة من الخيش وليس الجينز وذلك لارتفاع الشنط المستوردة إلى الضعف، فبعدما كانت الشنطة المستوردة بـ١٥٠ جنيه تعدى سعرها الآن ٢٤٠ جنيه، لذا قل الإقبال عليها كثيرا.

وقال "سمير" صاحب أحد محلات بيع الملابس المدرسية بالعتبة، إنه يتحصل في القطعة الواحدة من الزى المدرسي على أكثر من ١٥ جنيه لأنه يعلم كل العلم أن الزي المدرسي من الاحتياجات الأساسية لأولياء الأمور لذلك لا يستطيع ولى أمر أن يجعل ابنه يذهب إلى المدرسة بدون ارتداء هذا الزي، وعلى النقيض في الملابس العادية والتى يأخذ على القطعة الواحدة خمسة جنيهات وفي كثير من الأحيان لا يأخذ أي ربح بل ينصب كل تفكيره في كيفية بيع هذه البضاعة بثمن جملتها نظرا لانتهاء موسمها وموضتها.

وقالت منى محمد، أحد أولياء الأمور المتجولين داخل محلات بيع الزي الرسمي للمدارس، إن هذه الزيادة في الأسعار تعاني منها الطبقة تحت المتوسطة كثيرا فهي ربة منزل ولديها ثلاث أطفال، اثنين منهم في مراحل التعليم، ولا تستطيع هي ووالدهم أن يلبوا طلباتهم الدراسية من زي وأدوات، حيث ارتفعت الأسعار إلى الضعف، مضيفة أنها قررت شراء زي مدرسي لابنتها الكبرى والمنتقلة إلى الثانوية التجارية هذا العام على أن تحاول إقناع ابنها والمنتقل إلى الصف الخامس الابتدائي أن يحاول الاستكفاء بزي العام الماضي، نظرا لوصول ثمن زي الفتاه إلى ٥٠٠ جنيه والمكون من جيبة زرقاء وشميز أبيض وحذاء وحقيبة صغيرة لا تسع إلا القليل من الأدوات المدرسية.

 

قله الإقبال داخل المكتبات

بمجرد خروجك من محطة رمسيس تجد كل المارة حاملين في أيديهم مجموعة من الكشاكيل والأقلام ولا تعجب فى ذلك حيث توجد مكتبات الفجالة التي تشتهر على مستوى جمهورية مصر العربية بتوافر الأدوات الدراسية المختلفة الأشكال والماركات لبيعها بأسعار الجملة، فيذهب لهذه المكتبات كل من البائعين القادمين من الأقاليم لشراء مجموعة من الأدوات وبيعها " لتوفير بعض الجنيهات نتيجة شرائهم بالجملة".

" الزيادة في أسعار الأدوات المدرسية تصل إلى 30 % " هذا ما أشار إليه صاحب مكتبة المتحدة بمنطقة الفجالة، حيث أكد على أن أسعار لفه الكشاكيل العادية ارتفعت فبعد أن كان سعرها لا يتعدى العشرون جنيها بعد حصولهم عليها جملة ١٨ جنيه، أصبح الآن سعرها يتعدي ٢٥ جنيه أما فيما يخص سعر الكشاكيل اللوكس فقد وصل سعر المجموعة الواحدة والتي تحتوي على عشرة كشاكيل إلى مايقرب من ٣٠ جنيها، وفيما يخص أسعار الممحاة فتبدأ أسعارها من اثنين جنيه وحتى خمسة جنيه للممحاة الواحدة.

وأضاف أن عبوات اللانش بوكس والزمزميات لم تنج هي الأخرى من هذه الزيادة، إذ يصل سعرهما إلى ثلاثون جنيها ولكن هذه العبوات طبية مصرية الصنع حيث تم ايقاف الاستيراد الاندونيسي والصيني وأصبح الاعتماد الكلى على المنتج المصري، مؤكدا أنه يوجد تقليد لهذه العبوات في الاسواق الشعبية والتي تمثل خطورة كبيرة على صحة الأطفال لتفاعل مكونات هذه العبوات مع طعام وشراب الاطفال، ويفرح أولياء الأمور بهذه الأنواع التي ليست اصليه معتقدين أنهم قد حصلوا علىها بسعر أقل والذي لا يتعدى العشر جنيهات ولا يعلمون أنهم قد تم خداعهم وأن العبوات التي في أيديهم ليست عبوات أصلية تصلح للاستخدام الأدمي.

وأيدت حديثه (ن م ا)، بائعة في إحدى مكتبات الفجالة، إذ ذكرت أن هذه الزيادة في الأسعار عملت بدورها على تقليل حركة البيع والشراء داخل منطقة الفجالة والتي تعرف دائما بالزحام الشديد نتيجة إقبال عدد كبير من الطلاب وأولياء الأمور لشراء الأدوات الدراسية مع بداية موسم الدراسة.

وأشارت في حديثها أن ولى الأمر حاليا أصبح يأتي إلى المكتبه ليشتري عدد محدود جدا من الأدوات فبعد أن كان يأخذ علبة كاملة من الاقلام وعلبة من البرايات والمشاكل أصبح الآن يأخذ لكل طفل قلم واحد اي يأخذ ما يستخدمة الطفل في المدرسة فقط.

اما عن أولياء الأمور قال الأستاذ مصطفى أحد مدرسي اللغة الإنجليزية أنه يأتي إلى الفجالة لشراء ادوات كثيرة تكفي ابناءة لمدة تزيد عن عامين وذلك لانخفاض السعر بمكتبات الفجالة ولكن في ظل هذه الزيادة في الأسعار فأصبحت الان أخذ مايكفي احتياجاتهم على مدار التيرم الواحد وليس العام كله.

 

سمير وعلى.. مكتبات الأغنياء لم تنج من الزيادة

وعند الحديث عن مكتبات سمير وعلى ومكتبات منطقة وسط البلد فنجد مايسمونه بالأسعار الجنونية، حيث تعرف هذه المكتبات بالأسعار المرتفعة نظرا لتوافر الماركات التي قد لا نجدها في مكتبات الفجالة والتي تعرف بالنمط الشعبي.

وبعد الحديث مع صاحب مكتبة سمير وعلى فرع الجيزة وجدنا أن زيادة الأسعار قد لحقت ايضا بأصحاب الطبقة فوق المتوسطة والمتوسطة إذ قال إنه هناك ركود شديد في حركة البيع والشراء داخل المكتبة بجميع فروعها حيث يصل سعر الكشكول ٤٠ ورقة إلى ٨ جنيهات ونصف والـ ٦٠ ورقة يصل سعره إلى ١٢ جنيها والـ ١٢٠ ورقة ب 19 جنيها.

وأكد أن زيادة الأسعار تخطت ٢٠ بالمائة عن العام الماضي وهذه الزيادة أفقدتهم نصف زبائنهم اللذين يذهبون كل عام إلى فروع مكتبه سمير وعلى لشراء الأدوات المدرسية.

وقالت مدام أمال أحد زبائن مكتبة سمير وعلي وهي أم لثلاث أطفال مختلفون في المراحل التعليمية، إن أبناءها الثلاث في مدرسة "رويال هاوس للغات" وأنها تأتي لمكتبات وسط البلد بالرغم من أسعارها المرتفعة لأنها تهتم كثيرا بالجودة كما أن مثل هذه المكتبات تتوافر فيها جميع الأدوات التي تحتاجها والتي توفر عليها الذهاب إلى أكثر من مكتبة لكي تكمل ما تحتاجه من أدوات مدرسية لأبنائها.

وأشارت إلى أن الزيادة في الأسعار بلغت حاليا مايقرب من ٣٠ بالمئة وهذه الزيادة كانت كفيلة لأن تجعلها تقلل نسبة شراءها لتصل إلى النصف.

وأضافت سلوى محمد، أنها تتردد منذ صغرها على مكتبه سمير لشراء أدوات الدراسة لأختها الصغرى، قائلة إن الأسعار قد ارتفعت كثيرا عن الأعوام الماضية وخاصة أسعار الكشاكيل والمراسلات وألوان الفلوماستر إضافة إلى أسعار اللانش بوكس.

وأيد حديثها المهندس محمود ولى أمر طالب بالصف الثاني الابتدائي وطفلة برياض أطفال، حيث ذكر أن المدرسة تفرض عليه أنواع معينة من الأدوات مثل الصلصال وكراسات رسم نو كانيون وفوم ألوان وكل هذه الأنواع من الأدوات لا يجدها متوفرة إلا في مثل مكتبات وسط البلد ومكتبه سمير وعلى.