الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

عميد "إعلام الأزهر": نُعاني من خطة ممنهجة لتخويف الناس من الدراسة في معاهدنا

كشكول

قال الدكتور غانم السعيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، إنه تنتشر بين الناس الآن وبخاصة في الريف عبارة "الأزهر مواده كثيرة وثقيلة، ولا يجد خريجوه وظيفة"، وأصبح بسبب هذه العبارة كثير من أهالينا في الريف لا يلحقون أبناءهم بالأزهر، بل كثيرون منهم أخرجوا أولادهم منه.

وأضاف في مقالٍ له: أركز على الريف لأنه يعد المصدر الرئيس الذي يمد الأزهر بالطلاب الذين يصبحون مع الوقت علماء ودعاة ومفكرين، وكأن من أطلقوا هذه العبارة تعمدوها عمدا، ووجهوها قصدا للبيئة الحاضنة للأزهر على مر التاريخ ليجففوا منابعه بخطة غاية في الخبث والمكر والدهاء ، وقد نجحت فكرتهم إلى حد ما ، فقد تقلصت الأعداد إلى حد بعيد في بعض المعاهد الأزهرية حتى كاد بعضها أن يغلق أبوابه لعدم الإقبال عليها ، ومما ساعد على رواج تلك الفكرة أنها تصادفت مع حالة الانضباط الشديد في الامتحانات فلم يعد الأزهر كلا مباحا ينتسب إليه النطيحة والمتردية والموقوذة لينجحوا بالغش والتدليس الذي كان قد وصل في بعض السنوات إلى حد الغش الجماعي تحت سطوة القوة والبلطجة وفرض الأمر الواقع ، ولما تصدى الأزهر بقوة وبدون مهادنة لتلك الجريمة النكراء الحمقاء التي تصيب الأمة والمجتمع في مقتل إذا إنها  تُقصي عن الساحة الجادين المجتهدين ، ويطفو على السطح الغشاشون المدلسون الذين يحتلون كليات القمة مع جهلهم وغبائهم.

وتابع: لما تصدى الأزهر لهذه الظاهرة كان من الطبيعي أن يجد الفاشلون فرصتهم في ترويج تلك المقولة بين عوام الناس، متناسين أن الأزهري كان قديما وسيبقى تاج فخار لكل أسرة مصرية ، فلم يكن يخلو بيت مصري وبخاصة في الريف من طالب أو عالم أزهري ، حتى إن كثيرا من الأسر المصرية كانت تعتقد بأن وجود أزهري في بيتها دليل خير وبركة ، إضافة إلى كونه مناط فخار وعزة ، فكانوا يَهِبُون دائما الابن البكر للتعليم في الأزهر ، وكان الأزاهرة في مجتمعهم أصحاب رسالة يقومون بها خير قيام ، فهم على المنابر يخطبون ، وفي المحاريب يؤمون الناس ويصلون ، ولدروس الوعظ في المساجد وسرادقات الأفراح والعزاء يؤدون ، وفي الإصلاح بين الناس وتأليف القلوب يفعلون ولا يتخلفون ، ولنشر الوعي بقضايا الوطن والأمة ينهضون ولا يتقاعسون ، والناس في كلامهم واثقون ، يأخذون عنهم ويستجيبون ، والفضل في كل ذاك يعود إلى هذه العلوم والمعارف التي يتلقونها في رحاب الأزهر ، وشيوخه الذين صنعوا منهم علماء يحملون فكر الأزهر.