الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

سيف قزامل: التشكيك في السنة النبوية لا يتفق مع الدين أوالعقل

سيف قزامل
سيف قزامل

عميد "شريعة الأزهر" السابق، الدكتور سيف قزامل

: القائمون على الدعوة مقصرين وفي حاجة إلى مزيد من الجهد

: الدعوة تكون في كل بقاع الأرض وليس المساجد فقط

: الأزهر ساعد جميع دول العالم بتعليم أبنائهم الفكر السليم في جامعته

قال الدكتور سيف قزامل، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر في طنطا سابقًا، المسئول عن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في طنطا، إنَّ القائمين على الدعوة الإسلامية حاليًّا مقصرين، ويحتاجون إلى الاتفاق على خطة واضحة لتوعية الناس من خطر التطرف والإرهاب.

وأضاف "قزامل" في حواره، أنَّ التشكيك في السنة النبوية والثوابت الدينية، يُعتبر أمرًا لا يتفق مع الدين أو العقل أو المنطق، مؤكدًا أنه من الجهل أن تُثار مشكلة عن الدين ولا يُطلب فيها رأي العلم من أهل التخصص؛ وإلى نص الحوار..

        كيف ترى وضع المؤسسة الدينية في ظل انتشار الإرهاب والتطرف في كل بقاع الأرض؟

-        الأزهر يؤدي رسالته بأقصى درجة لتبليغ الناس بالإسلام، والرد على المسائل الشائكة وما يستجد من أمور، علاوة على  الشبهات المثارة، عبر مرصد الأزهر، الذي يرد يوميًّا على الأفكار المتطرفة في أنحاء العالم، وكذلك أفكار تنظيم "داعش" الإرهابي والأفكار الضالة، التي تجعل الإرهابيين يعيثون في الأرض فسادًا. والمؤسسة الدينية المتمثلة في الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، تحاول محاربة الإرهاب فكريًّا بلغات متعددة، خاصة أن الأزهر يُجدِّد نفسه وينظر في المناهج الدراسية لتطويرها، ويُزيح عنها ما لا يتفق مع الواقع المعاصر، حتى يُساير الزمن، ويكون متفقًا مع وسطية الشريعة الإسلامية، وذلك ليس بعيدًا عن الزيارات الخارجية التي يقوم بها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، حيث تلقى بالقبول في دول العالم.

والأزهر كذلك يرد على هذه المفاهيم المغلوطة، علاوة على أنَّ المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، تقوم بدور كبير في الدول الإسلامية وكذلك في الداخل، حيث يتم تنظيم ندوات في الأندية والأمن المركزي، إذ يتم توضيح الرأي الشرعي، وذلك نابع من أهمية انتشار العلماء بين الجماهير عامة والشباب والصغار خصوصًا، من أجل نشر المفاهيم الصحيحة ودحض المغلوط منها.

        وكيف ترى وضع الأزهـر على مـر العصـور؟

-        الأزهر قدَّم زادًا للأمة الإسلامية على مـر العصور، فيُعلم الناس الفقه والشريعة، علاوة على مساعدته دول العالم المختلفة، حيث يُرسلون أبنائهم لتعلم الدين الإسلامي الوسطي، والقرآن وعلوم الشريعة، في جامعته.

والأزهر مؤسسة علمية ليس لها أهداف سياسية، وأنشئ في بداية الأمر لنشر الفكر الشيعي، حتى جاء صلاح الدين الأيوبي وأحيا فيه المذهب السني، وأصبح مُعلمًا لتعليم ذلك المذهب السني، وتلقته الأمة بالقبول وأصبح لا ينظر إليه كمبنى، إنما يُنظر إلى قيمته العلمية، لأنه ينشر العلم الديني في شتى الآفاق وأصبح كعبة العلم.

ورغم ذلك مرَّت بعض الفترات، لم يُقدم الأزهر فيها شيئًا، وكان الناس يخصصون الأموال لصرفها على متطلبات طلاب العلم، تقربًا لله سبحانه وتعالى.

        وما دور المنظمة العالمية لخريجي الأزهر تجاه الوافدين؟

-        المنظمة دورها كبير مع الطلاب الوافدين، حيث العمل على حل أي مشكلات قد تواجههم سواء في السكن والإقامة وعدم معرفتهم اللغة العربية حيث لها مكتب خاص بتعليم اللغة العربية، علاوة على تنظيمها ورش عمل مستمرة لتوضيح المفاهيم الصحيحة وحل مشكلات الطلاب، وما يحتاجون إليه.

وكذلك المنظمة لها فروع في محافظات مصر والدول الأجنبية، منها "فرنسا وإيطاليا وإندونيسيا" حيث تعمل على الاستفادة من خريجي الأزهر والوافدين، حتى يكونوا سفراء للأزهر في الخارج.

        وكيف يتم التعامل مع الآراء الفقهية غير المناسبة للعصر؟

-        الأزهر لا بد أن يُقدم الجديد دائمًا، خاصة أنَّ الإسلام به الحيوية والمرونة والخير والتقدم، فيجب أن يُواكب التطور الموجود، ولا يمكن للإسلام أن يتأخر عن ذلك أبدًا، حيث نجد أن القرآن الكريم يبدأ بـ"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"، ما يدل على أنَّه يحتوي على الحضارة والتقدم، والقرآن هو المنهج، وبذلك يقدم عُلماء الأزهر التفسير والأحكام الشرعية المناسبة للعصر، التي ليس بها تشدد.

        هل نحتاج إلى حوار داخلي بين أتباع المذاهب الإسلامية؟

-        طلاب الأزهر يدرسون، جميع المذاهب الإسلامية في كلية الشريعة،  "الشافعي والمالكي والحنبلي والحنفي" وليس لدينا إشكالية، إذا تحاور أصحاب مذهب مع آخر، لأن في الكلية مادة مُخصصة عن الفقه المقارن، تُدرِّس أسباب اختلاف الفقهاء وماذا اتفقوا وفيما اختلفوا، ما يُعتبر حوارًا بين المذاهب السنية.

وإذا أردنا حوارًا بين المذاهب السنية والشيعة والإباضية وغيرها، نجد أن الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق، قبل ذلك تحت مسمى التقريب بين المذاهب الإسلامية، ونجد أن أمور الاتفاق أكثر من أمور الاختلاف بين المذاهب، وأوجه الاختلاف الفكرية قليلة، وبذلك يُمكن التعايش بسلام دون الخوض في مثل هذه الأمور.

        وكيف ترى التشكيك في السنة والثوابت الدينية؟

-        ذلك شيء لا يفق مع الدين أو العقل أو المنطق، والسنة لها رجالها دافعوا عنها لأعوام كثيرة، على مدى عقود طويلة، وإذا كان هناك بعض الشبهات لدى البعض، فالأزهر به أقسام الحديث في كليات "أصول الدين والدراسات الإسلامية" وبها علماء في السنة، ومن السهل جدًا أن يُزيحوا الظلمات ويبينوا للجميع الرأي الصائب في أي مسألة كانت، ومن الجهل أن تُثار مشكلة ولا يُطلب فيها رأي العلم من أهل التخصص.

        ما تقييمك للقائمين على الدعوة حاليًّا؟

-        أولًا نتهم أنفسنا بالتقصير، ونطلب الاتفاق على كلمة سواء، للعمل على توعية الناس، لأن الدعوة الإسلامية، تحتاج إلى المزيد من جهد الدعاة، في ظل وجود أناس ليس لديهم دراية كبيرة بالدين، لدحض الشبهات وتوضيح أمور الدين، لفهم الإسلام الصحيح طالما أن هناك غشاوة، ونجدها تعتمد على المحاضرات والدروس الدينية وليس الخطب في المسجد فقط.

        كيف يهتم الأزهر بطلاب جامعته؟

-        المستقبل سيقوم على طلاب الكليات الآن، لأنهم ثروة المجتمع والأمل في الدولة، لذلك يجب استغلال الفرصة من أجل توضيح المفاهيم الصحيحة وجعلها مرنة وميسرة، من أجل غرس كل ما هو صحيح في نفوسهم وعقولهم، ما يبعدهم عن التطرف، ويجب الأخذ بأيدي طلابنا ونوضح لهم المسائل من كل جوانبها ومحاربة الأفكار السلبية السائدة.