الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

ملاهي لذوي الإعاقة.. عميد"علاج طبيعي القاهرة" يكشف التفاصيل

كشكول

يعاني ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمعات العربية نفسيا اكثر من المعاناه الجسدية، وذلك لافتقاد المجتمعات العربية وبخاصة المجتمع المصري لثقافة التعامل مع هؤلاء الأشخاص، ولكن ظهر مؤخراً مايُسمى بمدارس الدمج والتي تستقبل الطلاب الطبيعيين وطلاب الاحتياجات الخاصة، كل هذا لدمج المعاقين داخل المجمتع وليعيشوا حياة طبيعية. وبالفعل نجحت هذه الطريقة كثيراً وكان أول ثمارها تفوق توأم من طلاب هذه المدارس من ذوي الاحتياجات الخاصة وحصولهم على المركز الأول على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة لهذا العام.

ثم جاء الدكتور علاء بلبع، عميد كلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة، ليكمل هذه المسيرة وليعمل على دمج ومساعدة المعاقين، على أن يكون لديهم القدرة في الاستقلال بحياتهم وأن يعيشوا حياة سوية ليس بها ألم نفسي أو جسدي من خلال المركز الطبي المتكامل الذي يسعى لتنفيذه، أجرى "كشكول" حوارا ً معه ليتعرف على المشروع الذي ابتكره لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

ما الدافع وراء المشروع؟

فكرة المشروع لم تكن لحظية بل كانت تراكمية منذ الصغر، حيث أُصيب والدي الدكتور عبد الحكيم بلبع، الأستاذ الدكتور بكلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقاً، بمرض أعاقه عن الحركة في سن متقدم وأصبح من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان يحتاج للمساعدة في النزول والصعود، ومنذ هذا الوقت وأدركت أن ذوي الاعاقة مهمشين في المجتمع الذي لايوفر لهم أبسط الأدوات لكي تستطيع هذه الفئة أن تكون مستقلة.

أفهم من ذلك أن إعاقة والدك هي الدافع وراء التحاقك بكلية العلاج الطبيعي؟

 نعم بالفعل، كان مرض والدي له تأثير على جميع أفراد عائلتي، ولكن عند التحاقي بكلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة أدركت أنه يوجد حالات مرضية أصعب بكثير من حالة والدي، وكان من بين هذه الحالات شاب تعرض للإعاقة بعد قفزة في حمام السباحة وكانت نتيجة هذه القفزة انقطاع في النخاع الشوكي وشلل رباعي وعدم التحكم في البول والبراز، وأثناء تردده على العيادة لأخذ جلسات العلاج الطبيعي طلبت مني والدته أن أبحث لها عن طبيب نفسي لأخته التي ترفض أي شخص يتقدم لخطبتها وذلك لكي تكون في خدمة أخيها المريض بعد عمر طويل لوالديها.

كان يوجد أيضا حالة تعرضت لحادثة وتم بتر قدميه الاثنين إثر هذه الحادثة وعند ذهابه إلى الكلية استقبلوه زملائه بحفاوة شديدة حتى يخففوا عنه ألمه النفسي الذي يزداد عنده يوماً بعد يوم حيث شعر بالقهر الشديد بعد حمله من قبل زملائه للذهاب إلى قاعة المحاضرات، وعند انتهاء المحاضرة طلب من وكيل الكلية أن يُصمم له طريق على أن تكون نهايته عند قاعة المحاضرات لكي يستطيع الذهاب إلى المحاضرة بسهولة فرد عليه وكيل الكلية قائلا"وإنت اللى زيك إيه ينزله من بيته أصلا" لذلك ليس لدينا فرد معوق بقدر ما لدينا مجتمع معوق.

كل هذه المواقف كان لها تأثير قوي على نفسيتي منذ الصغر، منذ مرض والدي ودخولي كلية العلاج الطبيعي التي رسخت عندي فكرة ضرورة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة بعد تعايشي مع المرضى ومدى تيقني بالمعاناة النفسية والجسدية التي تعوقهم على أن يعيشوا حياه مستقلة سوية، لذلك أسعى جاهداً الآن على إقامة منظومه طبية متكاملة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأين سيقام هذا المشروع؟

استطعناالحصول على قطعة أرض بمساحة 17 فدان بقرار من مجلس إدراة جامعة القاهرة بمنطقة السادس من أكتوبر بجوار مول العرب لإنشاء مركز متكامل للعلاج الطبيعي لذوي الاحتياجات الخاصة.

 

 هل من الممكن أن تعطي لنا تفاصيل أكثر عن هذا المشروع الجديد؟ وما تكلفته؟

هذا المشروع سيتكلف 200 مليون دولار لكي يتم إنشاءه فقط أما فيما يخص الأجهزه المطلوبة فتصل تكلفتها إلى 300 مليون دولار.

ونظرا لهذه التكلفة العالية التي يحتاجها المشروع فقد تم تقسيمه على سبع مراحل، وتتكلف المرحلة الأولى فقط 150 مليون دولار، وكما ذكرت أن قطعة الأرض التي أخذناها 17 فدان مصرح لنا البناء على ثلاثه فدادين فقط والباقى عبارة عن مساحات خضراء، ولكن لن نترك هذه المساحة الشاسعة دون توجيهها لخدمة هذا المشروع فقد قررنا عمل مايسمى بالملاهي العلاجية في جزء من هذه المساحة، وهذه الملاهي تعمل على تقوية مراكز الحركة والاتزان عند الطفل أى أنها ليست ترفيهيه فقط، كما سيقام قرية ألعاب بارلمبية للرياضين أصحاب الإعاقات المختلفة.

 

ما القدرة الاستيعابية للمركز الطبي؟

 فيما يخص المركز الطبي فقد نستطيع استيعاب 900 مريض كما يوجد به عيادات خارجية ومركز أبحاث علمي وفرع جديد من كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة، وهذه الكلية الجديدة الهدف الأساسي من إنشائها تمويل المركز فيما بعد حتى لا يظل إلى الأبد معتمدا فقط على التبرعات.

سيوفر أيضا هذا المشروع وحدات نقل متخصصة ومجهزه لنقل المرضى وتوصيلهم إلى منازلهم بعد الانتهاء من الجلسات العلاجية، ويتوفر داخل هذا الصرح الطبي أيضا مصنع للأطراف الصناعية، وهذا المركز المتكامل الغرض الأساسي منه تأهيل ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة داخل  المجتمع.

 

ما الذى يحتاجه ذوو الإعاقة إلى جانب الجلسات العلاجية؟

أصحاب الاحتياجات الخاصة عدد كبير منهم أصحاب قدرات خاصة، فالله سبحانه وتعالى لم ينقص من شخص شيء الا وعوضه بخير منها والدليل على ذلك نجد اشخاص معاقين ومع ذلك ابطال في تسلق الجبال والسباحة وليس فقط المجال الرياضي بل المجال الطبي والعلمي بشكل عام. لذلك لابد وان يهتم المجتمع بهم وأن يكون لدينا ثقافة كيفية التعامل مع هؤلاء وأن يعاملوا معاملة الأسوياء وأن تخصص لهم ميزانية خاصة بهم لخدمتهم مثل تصميم منازل وشوارع خاصة بهم، يستطيعوا السير بها دون التعرض لاي مخاطر وهذا بالفعل ما نجده بالخارج، حيث يوجد بجوار كل منزل به فرد من أصحاب الاحتياجات الخاصة مطلع لتسهيل الصعود بالكرسي المتحرك للوصول الى المنزل كما أنا ديكور المنزل مناسب لهم لكي يستطيعوا استخدامة بسهولة.

 

المشروع سيعتمد على الاطباء المصريين فقط ام سيكون هناك استعانه بالخارج؟

بالتأكيد سيكون هناك استعانه بخبراء من الخارج في كافة التخصصات الطبية وليس العلاج الطبيعي ، وذلك لأن هذا المشروع بجوار قطعة الأرض المخصصة لبناء القصر العيني الجديد.

 

هل قدمت الدولة أى مساعدات مادية؟

نعم تبرعت وزارة التضامن الاجتماعي بربع مليون جنيه العام الماضى وهذا العام، ولكن حجم التبرعات مازال ضعيف جدا حتى الآن ولتذويدها نحتاج لحملة إعلانية كبيرة ولكن تكلفة الحملة تفوق القدرة المالية للمشروع حالياً.

 

ماهو وضع العلاج الطبيعي المصري عالمياً؟

الوضع في تحسن مستمر وخير دليل على ذلك أن كلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة تحتل الآن المركز الثالث عالميا بعد الولايات المتحدة الامريكية وكندا، كما أن الكلية معتمدة دوليا ولمدة خمس سنوات من قبل الاتحاد الدولي للعلاج الطبيعي والذي يضم إحدى عشر دولة على مستوى العالم.

 

هل هناك إقبال من الطلبة على الكلية؟

هناك إقبال شديد من قبل الطلبة ويزداد عدد اللذين يريدون الالتحاق بكليات العلاج الطبيعي عاما بعد عام، إذ يوجد أربع كليات حكوميه على مستوى الجمهوريه مقابل 10 كليات علاج طبيعي خاص.

 

مدى اهتمام جامعة القاهرة بكلية العلاج الطبيعي؟

في الحقيقة يهتم مجلس إدارة الجامعة كثيرا بكلية العلاج الطبيعي، فهو من أصدر قرارا بالضرورة التقدم لأخذ الاعتماد الدولي.

 

وفيما يتعلق بالبحث العلمي الخاص بمجال العلاج الطبيعي هل هناك أبحاث علمية مصرية ذات صدى عالمي؟

نعم أخذ بحث دكتور محمود الرازي منذ ثلاث سنوات في المؤتمر العالمي للعلاج الطبيعي أفضل بحث علمي على مستوى العالم في هذا العام.

كما حصدت طالبة من أبناء الكلية على جوائز عالمية في مجال البحث الهعلمي للعلاج الطبيعي.

 

هل الكلية تؤهل الطلبة لسوق العمل؟

يوجد بكلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة أجهزة كثيرة وحديثة لتدريب الطلاب أثناء سنوات الدراسة حتى يخرجوا لسوق العمل مستعدين ومسلحين بالعلم والتجربة.

 

ما هي العراقيل التى يواجهها مجال العلاج الطبيعي حالياً؟

مع الأسف الشديد برغم تصنيفنا في المركز الثالث عالمياً، لكن الامتيازات التي نحصل عليها مقارنه بالخارج ضئيلة جدا، ومن أهم المعوقات التي تواجه المهنة في مصر قانون مزاولة مهنة العلاج الطبيعي، لذلك يجب أن يعاد النظر في مثل هذه القوانين التي تضيع حق خريجي كلية العلاج الطبيعي.