الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

أسباب عصبية الأطفال وكيفية علاجها

كشكول

تختلف عصبية الكبار وأسبابها ودوافعها عن عصبية الأطفال الصغار، ومرحلة الطفولة حتى مرحلة ما قبل المدرسة، ولا شك أن هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى العصبية عند الأطفال، فما هي الأسباب التي تصنع العصبية لدى الأطفال؟ وما هي أهم الحلول للقضاء على تلك العادة السيئة منذ الصغر؟

وفي هذا الصدد تؤكد الدكتوره داليا الشيمى أخصائى الإرشاد النفسى والتربوى، على أن معظم المشكلات النفسية للأطفال هي مشكلات مكتسبة من الواقع الخارجي، وليست فطرية أو موروثة  ،وطالما كان السلوك مكتسب، إذًا يمكن أن يعدل ويعالج لأنه من الخارج، والعصبية من ضمن المشكلات النفسية والسلوكية المكتسبة للأطفال .

 مشيرة إلى أن العصبية والعناد والكره ، هي رسائل يرسلها الطفل لوالديه كنوع من الشكوى وإثارة الإنتباه في الوقت نفسه من شيء في نفسية الطفل لا يستطيع أن يعبر عنه الطفل بالكلام كالمشاعر والأفكار والآلام والآمال والاحتياجات، بالإضافة إلى تسجيل اعتراضه على سلوك معين؛ وبالتالي على الأب والأم قراءة الرسالة، والإنتباه إليها جيدًا،ومحاولة حل المشكلات إذا وجدت.

 

أسباب عصبية الطفل

تؤكد أستاذ أخصائى الإرؤشاد النفسى ،أن عصبية الأطفال لها عدة أسباب منها أسباب عضوية خاصة بجسده، وأسباب أسرية خاصة بالأسرة نفسها، وأسباب تربوية خاصة بتربية الطفل وكيفية التعامل معه، وأسباب نفسية خاصة بنفسية الطفل ذاته، ومن ضمن

1ـ الأسباب العضوية : وهى التي تزيد من العصبية عند الأطفال ،زيادة إفراز الغدة الدرقية، ونقص الحديد، وفقر الدم في الجسد، بالإضافة إلى النوم متأخرا والإستيقاظ متأخرا، كما أنه أحيانًا يعاني الطفل من مشكلة تأخر الكلام وبالتالي لا يتحمل الاستهزاء به فيقوم بتحويل طاقة الغضب هذه إلى عصبية.

2ـ الأسباب الأسرية : وهى تتلخص فى مشاجرات الزوجين المستمرة خاصة أمام أطفالهم ، والتعامل مع بعضهما البعض  ومع الأطفال أنفسهم بغضب وعصبية ، تحويل البيت الى مكان مليئ بالإزعاج والأصوات العالية وعدم توفير الجو الهادئ والمناسب للأطفال .

ـ الأسباب التربوية : وهى التعامل مع الأطفال بعنف وإعطاءهم الأوامر بصوت عالى الى جانب عقابهم بالضرب المبرح دون أن يفهم الطفل سبب عقابه ، إصدار الأوامر والتعليمات للطفل دون مناقشة ، والنقد والتوبيخ والتجريح، خاصة أمام إخوته وأصدقائه وإجبار الطفل على فعل شئ دون إرادته .

 

سمات الطفل العصبى

تؤكد الشيمى ، أن للعصبية سمات يستطيع الآباء من خلالها أن يتعرفوا على طفلهم ما إذا كان عصبيا أم لاهناك أعراض جسدية تظهر على مستوى جسده، وأعراض نفسية، وأعراض عقلية، وليس بالضرورة أن تظهر العصبية الجسدية في "النرفزة" فقط؛ وإنما تظهر أحيانًا في الأزمات العصبية، وبعض حركات الجسد التي لا يمكن التحكم بها، بالإضافة إلى سرعة تحريك جفن العين، وإهتزاز الكتف الأيمن بصورة مستمرة، وأيضا امتصاص الأصابع، وأيضا من مظاهر العصبية الجسدية: توتر الطفل دائمًا في الجلوس والقيام بسبب أو بدون سبب، ويصل إلى أن يكون سهل الاستثارة، كما أن الطفل يكون كثير البكاء، وهذا مما يدلل على توتره الدائم، وغيرها من الأعراض الجسدية التي يعبر بها الطفل عن حالة العصبية عندما لا يستطيع الكلام.

 

دور الأسرة في التخلص من عصبية الطفل :

تشير أخصائى التربية النفسية إلى أن هناك أسبابا تربويةً تساعد على زيادة عصبية الطفل في الصغر، كطريقة الأب والأم، وأسلوب تربية الطفل ينعكس على شخصيته، والتعامل معه بطريقة متدنية؛ مثل استخدام القسوة في التعامل مع الطفل والتعذيب، ، موجهة سؤالاً لكل أب: ماذا تنتظر من طفل تضربه بالسوط، أو طفل يحبس في غرفة مظلمة بدون أكل وماء، أو طفل يلاقي كل أنواع التعذيب التي من الممكن أن يراها في صغره، أو حتى طفل لا يسمع من والديه إلا الانتقاد في كل دقيقة؟ كل هذا يؤدي في النهاية إلى انهيار الابن نفسيا ومعنويّا، ولا يجد طريقة للتعبير عن إنهياره غير العصبية.

وتشدد أخصائى التربية على ضرورة مساعدة الآباء لأطفالهم في التخلص من هذا السلوك السيئ ،من خلال تحسين العلاقات الأسرية والزوجية، وبث روح التسامح والتعاون، ونبذ التعصب، والعمل على نشر الهدوء والاطمئنان داخل الأسرة، بالإضافة إلى العمل على التخلص من العصبية عن طريق إتقان فن التربية بالقصة، عن طريق قراءة القصص المتنوعة على الطفل قبل النوم، وإظهار الاختلاف بين القصص؛ كأن تحكي الأم لطفلها قصة ولد هادئ يمتلك صفات جميلة، ويكون اسم البطل في هذه القصة قريب من اسم طفلها، ونفس السن ونفس السمات والخصائص والبيئة المحيطة به؛ بحيث يتقمص الطفل شخصية هذا الطفل الهادئ الإيجابي؛ وبالتالي تتحول شخصيته من الشخصية العصبية إلى الهادئة الإيجابية المبادرة.