الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

السمنة.. السر في علاقـة الأم وطفلها

كشكول

 توصلت دراسة حديثة إلى أن نوعـية العلاقة العاطفية بين الأم وطفلها الصغير يمكن أن توجد احتمالا قويا لإصابة الطفل بالسمنة خلال مرحلة المراهقة.

وقبل إعلان نتيجة تلك الدراسة، قضى باحثون معنيون وقتا طويلا في تحليل البيانات التي تفصل خصائص العلاقة بين الأمهات وأطفالهن خلال السنوات الأولي للطفل، ووجدوا أنه كلما شعر الطفل بعدم أمان عاطفي تولد لديه حساسية تجاه الأم تجعله يتعرض للسمنة في عمر 15 عاماً.

وخَلُصَت الدراسة إلى أن الأطفال الصغار الذين لديهم علاقـات عاطفية ضعيفة مـع أمهاتهم، كان أكثر من 25% منهم يعانون من السمنة المفرطة عـند مرحلة المراهقة، مقارنة بـ13% من المراهقين الذين لديهم روابط أوثق مع أمهاتهم.

وأظهرت نتائج الأبحاث السابقة أن العلماء توصلوا إلى أن الأطفال الصغار الذين ليس لديهم علاقة عاطفية آمنة مع والديهم يتعرضون لخطر السمنة المتزايد قبل  عمر 4 سنوات، وتشير الدراسة إلي أن مجالات الدماغ التي تتحكم في العواطف والاستجابات بجانب الشهية والتوزان في الطاقة يمكن ان تعمل معا للتأثير علي الطفل وإصابته بالسمنة.

واستنتج الباحثون أن هذه النتائج تشير إلى الوقاية من السمنة يجب أن تأخذ في الأعتبار استراتيجيات لتحسين الروابط بين الأم والطفل، وعدم التركيز فقط على تناول الطعام وممارسة الرياضة".

وتقول سارة أندرسون، أستاذ مساعد في علم الأوبئة في جامعة ولاية أوهايو:"تؤكد الدراسة أنه يمكن أن نؤثر على السمنة في مرحلة الطفولة بالتدخلات التي تحاول تحسين الروابط العاطفية بين الأمهات والأطفال بدلا من التركيز فقط على تناول الطعام ونشاطه للأطفال".

وتشير الدراسة إلي أن الحساسية التي تظهرها الأم في التفاعل مع طفلها قد تتأثر بعوامل لا تستطيع السيطرة عليها، ومن الضروري أن نذكر مجتمعنا في كيفية دعم علاقات نوعية افضل بين الأم والطفل لأن ذلك قد يؤثر علي صحة الطفل.

وأجرى الباحثون الدراسة بتحليل بيانات 977 مشاركا في دراسة رعاية الطفولة المبكرة وتنمية الشباب، وهو مشروع لمعهد كينيدي شرايفر الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، وشملت الدراسة على أسر متنوعة تعيش في 9 ولايات أمريكية.

وكجزء من هذه الدراسة، قيًم مراقبون مدربون مدي شعور الأطفال بالأمن والتعلق بأمهاتهم ومدي الحساسية التي تظهرها الأم في التعامل مع أطفالهم مـن خلال توثيق التفاعلات بين الأمهات وأطفالهن في ثلاث نقاط زمنية من العمر 15 و 24 و36 شهراً.

وفي تقييم الأمهات الذين لديهم حساسية في تعاملتهم، صدرت تعليمات إلى الأمهات بأن يلعبن مـع أطفالهن في الوقت الذي قيًم فيه الباحثون عدة جوانب من سلوك كل أم، بما في ذلك الدعم واحترام الاستقلال الذاتي، وقيًم الباحثون كذلك مدى أمـن المرافـق للأطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و36 شهـرا من خـلال رصد فصل الطفل عـن الأم ولم شملهم مع بعض مـرة أخرى. وعـند بلوغ الطفـل 24 شهرا قام الباحثون بتقيم الأمن المتعلق بالأطفال من خلال مراقبة الأمهات والأطفال في المنزل، ومدي قدرة تعرف الأم علي حالة الطفل العاطفية والاستجابه له ومنحه الراحة والدفء.

وحسب الباحثون فإن مؤشر كتلة الجسم  للأطفال الذين يعانون من السمنة عند عمـر 15 عاماً. وكانت نتائج مؤشر كتلة الجسم عند أو أعلى من 95%، وصنف مجموعة الأطفال أن 241 طفلا أي 24.7% يعانون من سـوء العلاقـة بين الأم والطفل خلال مرحلة الطفولة المبكرة علي أساس 3 درجات. وانتشار السمنة في مرحلة المراهقة كان بنسبة 26.1% من بين الأطفال علاقات أقل مع الأم والطفل، وكان معدل انتشار السمنة في سن المراهقة أقل بالنسبة للأطفال الذين لديهم علاقات أمومية أفضل بنسبة 15.5% .

وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك عـوامل اجتماعية وديموجرافية يمكن أن تؤثر على جـودة العلاقة بين الأم والطفل وخطر تعـرض الطفل للسمنة، وتشير الدراسة إلي أن هذا الارتباط بين تجارب الطفولة والبدانة في سن المراهقة له مركزا في الدماغ بالنظام الحوفي للدماغ يتحكم في الاستجابة للإجهاد والنوم والجوع والعطش ويتحكم أيضا في مجموعة متنوعة من العمليات الأيضية، ومعظمها من خلال تنظيم الهرمونات.