الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"امسك دخيل" حملة أطلقها الصيادلة للحفاظ على حقوقهم المهنية

كشكول

مشرف الحملة: وفاة طفل على يد أحد الدخلاء الذي أعطى للطفل نوعا من الأدوية التي نقلته إلى الدار الآخرة إذ كان يعاني هذا الطفل من الحساسية


منظم الحملة: الصيدلي فلتر الطبيب لو الطبيب غلط الصيدلي يصحح لكن لو الصيدلي غلط مين يصحح


طالبة: مهنه الصيدلة يدخل فيها جزء كبير من التجارة


رفع طلاب وخريجي كلية الصيدلة هشتاج "امسك دخيل" والذي يقصد منه مواجهة الانتهاكات التي أصابت مهنة الصيدلة والمطالبة بحقوقهم التي سُلبت منهم، حيث أصبح أصحاب المؤهلات المتوسطة وتحت المتوسط يذهبون إلى الصيدليات لإيجاد فرصة عمل لهم وبعد مرور بضع سنوات يُلقب بالدكتور ويتقمص شخصية الصيدلي ودوره المهني والضحية ليس إلا "المريض".

 

المشرفين على حملة "امسك دخيل"

قال محمد السعيد، الطالب بالفرقة الثانية كلية الصيدلة وأحد القائمين والمنظمين لهذه الحملة، إن هدف الحملة هو القضاء على دخلاء المهنة اللذين استباحوها وجعلوها مهنة من لا مهنة له، ومنع الصيادلة من بيع أسمهم مقابل حسنة من الجنيهات للقادرين ماليا لكي يكون معهم تصريح لفتح هذه الصيدلية ويُكتب اسم هذا الصيدلي عليها حتى لا يكون هناك أي مخالفة قانونية يُسأل عليها المالك الحقيقي للصيدلية.

وأشار إلى أن الصيادلة هم جزء من المنظومة الطبية ويجب الأعتراف بدورهم وإبعاد الدخلاء غير خريجي كلية الصيدلة عن هذه المهنة إذ أن الخاسر الوحيد في هذه المعركة هو المواطن المصري الذي يذهب إلى الصيدلية لأخذ الدواء لعلاج آلمه ولكن لا يعلم أنه يذهب لينال أجله.

استشهد "السعيد" بواقعة وفاة طفل على يد أحد الدخلاء الذي أعطى للطفل نوعا من الأدوية التي نقلته إلى الدار الآخرة إذ كان يعاني هذا الطفل من الحساسية التي تفاعلت بسرعة شديدة مع الدواء الذي تناوله، مضيفاً أن هذا الموقف يدل على أن الدخلاء لا يجب الا يزيد دورهم عن مساعدة الصيدلى وليس القيام بدوره لانه مجرد ذاكره ممتلئه بأسماء وأسعار الأدوية وليس لديهم أي خلفية طبية تؤهلهم لمعرفة آثار الأدوية وعواقبها التي من الممكن أن تودي بحياة المرضي. 

وأضاف محمد عيسى أحد مشرفي حملة "امسك دخيل"، أن فكرة الحملة تكونت وتبلورت في أذهانهم بعد نزولهم إلى أرض الواقع المليء بالفساد الذي يذهب ضحيته المريض، إذ قال أن هناك مجموعة من الدخلاء ذو المؤهلات المتوسطة يقومون بانتحال شخصية الصيدلي وكان أبرزهم خريجة كلية الآداب عندما جسدت دور الصيدلي وقامت بإعطاء طفلة "حقنة مضاد حيوي عالى التركيز"، وهذه ليست الوقعة الوحيدة بل لقى شخص آخر مصرعه أثر تناوله أدوية على يد أحد الدخلاء دون الرجوع إلى الصيدلي ليحكم ما إذا كان هذا الشخص يصلح أن يأخذ هذا الدواء أم لا.

وأوضح عيسي، قائلا "الصيدلي فلتر الطبيب لو الطبيب غلط الصيدلي يصحح لكن لو الصيدلي غلط مين يصحح"، مضيفاَ أنه أصبح من النادر وجود صيدلي في صيدلية بل لا يوجد سوى خريجي الكليات المختلفة ماعدا خريج كلية الصيدلة.

 

آراء طلبة كلية الصيدلة

ذكرت زينب سيد الطالبة بكلية الصيدلة، أن مهنه الصيدلة يدخل فيها جزء كبير من التجارة، وإن الصيادلة يجب عليهم أن يجتهدون ويتميزون عن الأخرين لأنهم مسلحون بالعلم، ولكن فقدانهم للجانب التجاري هو من يجعل خريجي الكليات الآخرى بارعون في إدارة الصيدليات عن خريجي كلية الصيدلة.

واستشهدت في حديثها لـ"كشكول" بواقعة فشل أثنين من خريجي كلية الصيدلة في إدارة صيدليتهم حيث لايزيد دخل هذه الصيدلية عن 200 جنيه يوميا، وعلى النقيض يدير أثنين من أصحاب التعليم المتوسط صيدلية أخرى يزيد دخلها عن 600 جنية في اليوم الواحد، لذلك أكدت على ضرورة النزول والتدريب والجد والاجتهاد في إدارة الصيدليات وتحمل المسؤولية منذ الصغر حتى يستطيعوا التميز والقضاء على ظاهرة الدخلاء.

وتطالب أميرة زنتوت، الطالبة بالفرقة الرابعة كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، بحقوقها المهنية إذ قالت إن عدد الصيدليات المرخصة والغير مرخص في تزايد مستمر ولا يوجد هناك أي رقابة، وهذا الانفلات والعشوائية يهدد طلاب كليات الصيدلة، حيث تزاحمت المناطق والقرى بهذه الصيدليات الغير مرخصة فأصبحوا يعانون كثيرا لوجود منطقة تصلح لهم لأن يقيموا بيها صيدليتهم الخاصة بهم بعد سنوات الدراسة الخمس.

وأيدت حديثها آيه حمد، الطالبة بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، إذ ترى أن حقوقهم المهنية سُلبت منهم وحان الوقت لإسترجاعها وأن مهنة الصيدلة يجب إلا يمارسها سوى خريج كلية الصيدلة لأنه مسلح بالعلم الذي يفقتده دخلاء المهنة.

تعددت وتباينت الآراء حول دور الصيدلي فالبعض ينظر له على أن الدور الذي يقوم به يستطيع أي رشخص آخر القيام به وليس خريج صيدلة فقط، والبعض الآخر ينظر للصيدلي على أنه جزء من المنظومة الطبية ويجب إلا نخلط الأدوار ببعضها البعض ويجب أن يعمل كل شخص في المكان المخصص له وإلا يكون دخيلاً على مهنة الآخرين.