الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

هجوم أساتذة الجامعات على موضة البناطيل "المقطعة" وقصات الشعر

كشكول

أستاذ جامعي: لا أتخيل كيف يترك الأب ابنته تخرج من المنزل وثيابها غير ساترة لكل جسدها     

طالبة: حرية شخصية لأبعد مدى

عميد "الدراسات الإسلامية": غير مسموح للطالبات دخول الكلية بملابس غير شرعية

"زارع": جامعة الأزهر مكانًا للعلم وليس مُخصصًا للاستعراض والأزياء

اختلف مشهد الجامعة كثيرًا حاليًّا عن الزمن الجميل حيث ظهر الآن البناطيل الممزقة وقصات الشعر المستوحاة من الثقافة الغربية والتي عملت على تدهور الهوية والثقافة العربية، حيث إنَّ لكل دولة طريقة ثيابها والمستنبطة من تقافتها وأعرافها وتقاليدها.

"تناول الإعلام المصري العام الماضي واقعة تحرش فتاة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وألقي اللوم على الطلاب الذين قاموا بفعل التحرش، متجاهلين دور الفتاة والتي كانت ترتدي ملابس تكشف أجزاء من جسدها، ودور الجامعة في أنها سمحت من البداية بدخول الفتاة إلى الحرم الجامعي بهذه الهيئة" استشهد الدكتور محمد خليل، الأستاذ المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بهذا الحادث والذي يؤكد من خلاله أن الجامعة  يجب أن تفرض قواعد وأسس عامة تحكم عملية اللبس داخل الحرم الجامعي، وأن في هذه الواقعة كان لابد من محاسبة الجامعة، لعدم وجود لوائح من قبلها لترشد الطلاب على مايجب فعله فيما يخص التعليم والمظهر العام الخاص باللبس.

وقال لـ"كشكول" إنَّ لكلية الإعلام دور كبير في توجيه الشباب، من خلال تنظيم مبادرة تحت عنوان "لبسك جزء من احترام الجامعة" والتي من خلالها يتم توعية الشباب بأن لهم الحرية الكاملة في اختيار مايرتدون، بشرط أن تكون ملابسهم متناسقة مع طبيعة الحدث والمكان المتواجدين فيه مثل الجامعة، والتي لها قدسيتها التعليمية التي يجب أن نحترمها ونرتدي ملابس تليق بها.

كما أشار إلى أن الكلية تستطيع تكثيف الدراسة في مادة البرتوكول والمراسم على الجزأ الخاص بالملابس والتي تتحدث عن ضرورة ملائمة الثياب مع الحدث أو المكان الذاهبين إليه.

"لا أتخيل كيف يترك الأب ابنته تخرج من المنزل وثيابها غير ساترة لكل جسدها" تعجب مصطفى كامل متولي، الأستاذ الدكتور  بقسم المحاسبة كلية التجارة جامعة القاهرة، من موقف بعض الأسر السلبي من طريقة ونوع الملابس التي ترتديها فتياتهم، والتي قد تعرضهن إلى مخاطر وخيمة مثل التحرش والاغتصاب.

كما تعجب من حال الشباب المصري، الذي يعمل على تقليد الغرب في ملابسهم وطريقة حديثهم من خلال إدخال بعض الكلمات الإنجليزية داخل الجمل العربية، أى أن الشباب المصري هو المسؤول عن تدمير الهوية والثقافة العربية.

وأكد الدكتور حجاج أنورعبدالكريم، الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، أن لكل دولة ثقافتها وأعرافها وتقاليدها التي تلزم على كل من يكون داخل حدود هذه الدولة أن يتبعها.

وأشار إلى أن من حق كل مؤسسة أن تفرض بعض القواعد العامة على الملابس بما يتوافق مع طبيعة وهدف المؤسسة.

"الحرية المطلقة مفسده مطلقة" يرفض "حجاج" الحرية المطلقة وخاصة فيما يتعلق بالمظهر العام للطلاب الجامعيين، مؤكدًا ضرورة وجود لوائح وإرشادات للطلاب تدلهم على مايصح ارتدائه داخل الحرم الجامعي وما لا يصح.

وأضافت علياء عبدالرحمن، الأستاذ بكلية التربية عام قسم علم نفس جامعة الزقازيق، أن على الجامعات المصرية ضرورة تحديد ذي رسمي للطلاب الجامعيين على أن يلتزموا به داخل حرم الجامعة وأن تترك لهم الحرية في ارتداء مايشاؤن خارج الحرم الجامعي وليس داخله.مشيرة إلى أنها تلجأ إلى أسلوب النصح للطلاب حتى لا ينفروا منها خاصة أنهم يمرون بمرحلة مراهقة.

وتعجبت من الشباب المصري الذي لايستقبل من الغرب سوى الشكليات مبتعدين عن التقدم العلمي والتكنولوجي الذي تمر به الدول المتقدمة حاليًّا.

 

رد الطلاب على آراء أستاذة الجامعة

قالت هدير السيد أحمد، الطالبة بالفرقة الثانية كلية التجارة جامعة القاهرة، إنها تشعر بالاشمئزازعندما ترى فتاه داخل الحرم الجامعي ترتدي ملابس غير لائقة للجامعة، مثل الملابس القصيرة، والشفافة، والبناطيل الضيقة والممزقة.

وأضافت أن الجامعة يجب أن تضع مجموعة من القواعد العامة والأسس، التي تمنع ارتداء ملابس غير لائقة، لمكان مخصص لتلقي العلم، وليس لاستعراض أحدث صيحات الموضة.

"بينزل من نظري الشباب اللى مطولين شعرهم ولابسين التوك" بهذه الكلمات عبرت وفاء رؤوف، الطالبة بالفرقة الثالثة كلية الإعلام جامعة القاهرة، عن استياءها من الشباب الذين ينساقون وراء الموضة، وعدم تفريقهم بين الأماكن التي تصلح لارتداء الملابس الضيقة والممزقة والأماكن التي لاتصلح، وأكدت أنها تشفق على الشباب الذين يتعمدون على لبس البناطيل الضيقة والممزقة وقصات الشعر التي لا تليق فقط بطالب علم وإنما أيضًا لا تليق ولا تتماشى مع الهوية والشخصية الشرقية.

وذكرت "رؤوف" أنها لا تحب أن يكون هناك زي رسمي وموحد لجميع الطلاب داخل الحرم الجامعي، ولكن يجب أن يكون هناك مبادئ عامة يلتزم بها الطلاب في ارتدائهم للملابس، مثل البعد كل البعد عن الملابس الممزقة، والفساتين القصيرة التي لا تصلح إلا للذهاب إلى قاعات  الأفراح. وأشارت مريم نصر, الطالبة بالفرقة الثالثة كلية الإعلام جامعة القاهرة, إلى أن اللبس حرية شخصية بشكل عام ولكن داخل الحرم الجامعي يجب أن تضيق هذه الحرية وأن يتم ارتداء ملابس تصلح للذهاب إلى الحرم الجامعي، ولكن رفضت مريم أن يكون هناك ذي رسمي حتى لا نكون أشبه بالمدرسة.

"حرية شخصية لأبعد مدى" أكدت أمنية يحيى, الطالبة بالفرقة الرابعة كلية الإعلام جامعة القاهرة, على أننا في عصر يدعوا للإبداع و النفور من التطبع و التقليد لذلك ترفض وجود زي رسمي إذ ترى إن فترة الجامعة هي الفترة التي يتم فيها تكوين شخصية و تفكير الفتيات و الشباب وملامح شخصيتهم وتفكيرهم يظهر في ملابسهم، مضيفة أن هناك نصوص دينية تمنع ارتداء الملابس الضيقة وقصات الشعر اللافتة للنظر والانتباه ولكن ليس من حقنا محاسبة من يخالفون هذه النصوص الدينية لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحاسبنا وليس البشر.

"لما بشوف واحد لابس مقطع ومطول شعره بقول هو ده أهله فين".. بهذه الكلمات عبرت رحاب يحى، الطالبة بالفرقة الأولى بكلية التجارة جامعة القاهرة،عن ضيقها وحزنها الشديد على الشباب والفتيات الذين يندفعون وراء الموضة متخلين عن المبادئ والقيم التي تربواعليها.

ؤأكدت أن الجامعة يجب أن تفرض بعض القيود والمبادىء التي تمنع وتحرم الطلاب من دخول الحرم الجامعي في حالة إرتدائهم لملابس غير لائقة لتلقى العلم، مضيفة أنها تقبل رؤية الفتيات بقصات الشعر المختلفة وذلك لأن الفتيات بطبيعتهم يميلون إلى عالم الموضة والأزياء، بينما ترفض وبشدة رؤية الشباب بقصات الشعر اللافته للانتباه أو ارتداء الملابس الضيقة وبعض انواع الحلي كالأساور والسلاسل حيث وصفتهم بأنهم ليسوا رجال ويشبهون أنفسهم بالفتيات.

وذكرت سارة درويش، الطالبة بالفرقة الأولى بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أننا اليوم نعيش في عالم منفتح وداخل المجتمع الواحد يوجد أكثر من ثقافة وتؤثر هذه التعددية على عاداتنا وتقاليدنا والتي تؤثر تلقائيا على طبيعة الملابس التي نرتديها، لذالك يجب على الآباء أن يغرسوا المبادئ الدينية والمجتمعية داخل عقول الابناء حتى لا ينساقوا أمام تيار الانفتاح على العالم الخارجي، وحتى يتم المحافظة على عادتنا وتقاليدنا وطريقة ارتداءنا للملابس، خاصة أن لكل مجتمع طريقة لبسة التي تعبر عن هويته وثقافته ولا يصح الخلط بين ثقافتين داخل المجتمع المصري ، مؤكده أن مايحدث للشباب المصري الآن هو تقليد اعمى للثقافة الأوربية في الملابس وطريقة الحديث وقصات الشعر الدخيلة على المجتمعات العربية.

وأشارت في حديثها لـ"كشكول" إلى أن بعض أساتذة كلية الحقوق بالقاهرة يرفضون بشدة الاختلاط الشديد والواضح بين الفتيات والشباب داخل الحرم الجامعي، كما يرفضون طريقة لبسهم واستخدام أسلوب السخرية والتهكم على كل من يرتدي ملابس غير لائقة داخل قاعة المحاضرة، حيث ذكرت أنه في إحدى محاضرات الشريعة الإسلامية سخر أستاذ المادة من بعض الفتيات والشباب اللذين كانوا يرتدون البناطيل الممزقة قائلا "إيه الشبابيك المفتوحة دي".

تعددت الأقاويل فيما يخص حرية ارتداء الملابس فالبعض يرى أنها حرية مطلقة ويترك للطالب حرية اختيار ملابسه والبعض يرى أنه ليس هناك مايسمى بالحرية المطلقة، إذ إن الحرية المطلقة مفسدة وأنه يجب وضع لوائح وقوانين تلزم الطلاب بضرورة ارتداء ملابس متفقة مع أهداف ومكانة الجامعة.

 

قرارات جامعة الأزهر ضد "البناطيل الضيقة"

 

قرارات حاسمة اتخذها بعض عمداء الكليات بجامعة الأزهر، لمنع الطالبات ذات الملابس "الضيقة" التي تظهر مفاتنهنَّ، لاسيما طلاب "البنطلون المقطع"، من دخول حرم الكلية، أثناء الدراسة أو الامتحانات.

آخر تلك القرارات ما أصدره الدكتور السيد محمد سلام، عميد كلية اللغة العربية، فرع جامعة الأزهر بالمنوفية، في 10 أبريل الماضي، بمنع دخول الامتحان الشفهي والتحريري لأي طالب مخالف لتعليمات الكلية بشأن "القزع -حلق بعض الرأس وترك بعضها- والبنطلون الممزق والسلاسل والأساور".

وقال الدكتور محمد عبدالعاطي، عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات، بجامعة الأزهر فرع القليوبية، إنَّ قرَّر منع دخول أي طالبة ترتدي ملابس "ضيقة"، وأتابع الأمر بنفسي، لمعاقبة أي طالبة ترتدي زي غير شرعي أو ينال من كرامتها ووضعيتها.

وأضاف لـ"كشكول": جامعة الأزهر معنية بدراسة الشريعة الإسلامية وينبغي على طالباتها أنْ يكنَّ قدوة للأخريات، وإذا كنَّ يتخذن نظيراتهنَّ في الجامعات الأخرى قدوة في ملابسهن، فهذه مسألة لا بد أنْ نقف أمامها وأن نتخذ قرارات تعيدها إلى أزهريتها ومكانتها باعتبارها طالبة في العلوم الشرعية، وبناء عليه فإن القرار الذي اتخذ صائبًا، فلا يُسمح لإحداهنَّ أن تدخل حرم الكلية بملابس غير شرعية، ونحن لا نقول أن ترتدي زيًّا أو لونًا معينًا، لكن يجب أنْ تكون محتشمة ملتزمة، لكن عندما نرى طالبة تدخل بـ"البنطلون المقطع" أو ما نراه من موضة، فهو أمر غير مقبول على الإطلاق في جامعة الأزهر.

وتابع: نتخذ قرارات فردية وليست هناك توصية من مجلس الجامعة في هذا الأمر، لكن كل عميد كلية مسئول أولًا أمام الله وضميره وأيضًا رسالة جامعة الأزهر وكينونتها في ذهنه وهو يدير كليته، وفنحن نرفض الطالبة المستهترة في ملبسها والتي لا ترتدي المناسب، وذلك عندما وجدنا بعض الطالبات تحاول تقليد زميلاتها في الشارع أو الجامعات الأخرى، فنبهنا عليهن، وهي مسائل فردية وليست ظاهرة، لكن الطالبات امتثلن امتثالًا كاملًا لهذا الأمر وكنّ إيجابيات ولم نشهد على الإطلاق إلَّا كل تعاون منهنَّ.

ولم يكن ذلك القرار الأول من نوعه، بل خرج بعض عمداء كليات الأزهر معلنين منع دخول أي طالبة ترتدي زيًّا غير فضفاض ويظهر حدود جسمها إلى الكلية حتى في أوقات الامتحانات، حيث قال الدكتور عبدالمطلب حمدان عميد كلية الدراسات الإسلامية بمدينة السادات في المنوفية، إنَّه تقرَّر منع دخول الطالبات المخالفات للزي اللائق بجامعة الأزهـر إلى لجان الامتحانات، مشيرًا إلى أنه لاحظ وجود بعض الطالبات ترتدي ملابس "مجسمة" ملفتة للنظر وتظهر المفاتن داخل الجامعة، ما جعله يُطالب أعضاء هيئة التدريس والأمن بالتشديد على الطالبات المخالفات، ومنعهن من دخول الكلية.

وبذلك قال الدكتور أحمد زارع، المتحدث باسم جامعة الأزهر، إنَّ جامعة الأزهر مكانًا للعلم وليس مُخصصًا للاستعراض والأزياء، مشيرًا إلى أنَّ هناك عمداء كليات قد منعوا الطلاب الذكور الذين يرتدون زي سيء لا يليق بطالب جامعة مثل "البناطيل المقطعة بمناظر سيئة"، علاوة على "تسريحة الشعر بطريقة مقززة".

وأضاف لـ"كشكول": يجب على بنات جامعة الأزهر الحفاظ على مكانتها في العالم، وذلك بالحفاظ على زيهنَّ أثناء وجودهنّ داخل الحرم الجامعي، مؤكدا أنَّ كل عميد كلية له الحرية الكاملة في إصدار أي قرار مُناسب لسير العملية التعليمية، ومن شأنه تطبيق منظومة القيم والأخلاق.