الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

رئة الطـفــل.. الـوقـايـة خـير والعـلاج ممكـن

كشكول

 مرض التليف الكيسي للرئة يجعل الرئتين عرضة للالتهابات البكتيرية المتكررة والالتهابات المرتبط بها. وتوصلت أبحاث كلية الطب بجامعة نورث كارولينا  لوسيلة للتنبؤ بالمرض لدي الأطفال وتوفير الوقاية والعلاج المناسب.

الباحث ماثيو ولفجانج، المشارك في الدراسة وأستاذ في علم الأحياء المجهرية وعلم المناعة قال عن المرض: "من المرجح أن يصيب الأطفال مزيد من البكتريا في الرئة بسبب اصابتهم بالتليف الكيسي ما يهدد حياتهم، وهناك حوالي 70 الف طفل مصاب بالمرض علي مستوي العالم والمرض منتشر أكثر بين الأطقال من أصل شمال أوروبا، ويصاب بالمرض واحد من كل 2500 طفل مولود".

ويحدث هذا المرض بسبب اضطراب في الجينات ويجعل المخاط سميك وجاف وملاذا للبكتريا مما يؤدي إلي التهابات متكررة والتهاب وأضرار للرئتين وأنسجة مجري الهواء العلوي ويكون متوسط عمر المريض حوالي 40 عاماً. وفقا لموقع "نيوز ميديكال لايف ساينسيس".

وأجريت معظم الدراسات علي البالغين والأطفال الأكبر سناً وبالتالي لم يعرف إلا القليل نسبيا عن كيفية ومتي يحدث الالتهاب والالتهابات البكتيرية وتلف الرئة. ولذلك قام ماثيو وزملائه  بتحليل الحمض النووي البكتيري في عينات من سائل بطانة الـرئة تم جمعها من الأطفال الصغار كجزء من مشروع لدراسة استرالية مستمرة يطلق عليها "اقضى على التليف الكيسي".

ووجد علماء تابعين للأمم المتحدة أن معظم العينات من الأطفال المصابين بمرض التليف الكيسي في الرئة وتقل أعمارهم عن عام، ظهرت عليهم علامات قليلة او معدومة للبكتيريا ولم يظهر عليهم اي دليل واضح لإصابتهم بالبكتيريا ولم يبدو عليهم اي علامة للالتهاب وكان الأطفال يبدو عليهم أنهم أصحاء بشكل عام.

وكانت معظم العينات مصابة بالبكتيريا التي اتخذت من أطفال اعمارهم ما بين عام وعامين، واحتوت العينات علي كمية كبيرة علي الحمض النووي البكتيري من نفس أنواع البكتيريا التي تملء الفم والحلق ولا تعتبر هذه البكتيريا مسببة لأمراض رئوية، ويوضح ماثيو ان هؤلاء الأطفال ليس لديهم اصابات نشطة. ولكن رئتيهم مصابة بالبكتيريا التي تسبب الالتهاب.

واحتوت العينات للأطفال الذين أعمـارهم ما بين ثلاثة أعوام وخمسة أعوام علي المزيد من البكتيريا المثيرة للقلق وإصابتهم بالبكـتيريا العنقودية التي تسبب اضرار بالرئة، ويشير ماثيو إلي ان هذا يجعلنا ندرك أن الالتهابات البكـتيريا للرئة تبدأ في وقت مبكر مما كان متوقعا لدي الأطفال المضابين بالفيرس، ومن المحتمل ان تكـون هذه الالتهابات هي الدافع الأولي للأمراض الهيكـلية بالـرئة.

وأوضح ماثيو أن العـديد من الأنواع البكتيرية في الأطفال الصغار الذين يعانون من تليف كيسي، كانت ميكـروبات لاهوائية، ازدهرت فـي ظـروف منخفضة جدا من تنفس الأوكسجين، وتشير هذه النتيجة إلى أن مخاط الرئة المصابة بتليف كيسي مججف وسميك يتسبب في تنفس الاكسجين بشكل قليل وانخفاض نسبة الأكسجين في أنسجة الرئة.

وأشار ماثيو إلي أن العلاجات للمخاط في وقت مبكر جدا تكون مفيدة لحياة هـؤلاء الأطفال، وهذه العلاجات يمكن ان تؤجـل زيادة البكتيريا، ومنعها مـن التحول لتكـون مسببة للأمراض.

وأضاف ماثيو أن الأطباء أعطوا المضادات الحيوية الوقائية للأطفال الصغـار في إستراليا وألمانيا والمملكة المتحدة، ولوحظ أن الأطفـال الذي عولجـوا بالمضـادات الحيوية حتي عمـر عامين ظهـر عليهم تقدما واضحا.

ويأمـل ماثيو وزملائه في معهـد مارسيكو للرئة أجارء دراسة مماثلة طويلة الأجل لتحليل بكتيريا الرئة لـدي الأطفال بشكـل منفـرد لبحث التغييرات في هـذه الجراثيم على مدى عـدة سـنوات، ويـريـد الباحـثون تقييم مـدى فعالية التدخل المبكـر فـي عـلاج المخاط على سبيل المثال مـن خلال استخدام المحلـول الملحي عـن طريق الاستنشاق.