الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

زوجها توفى في حادث قطار.. كيف ساعدت "أم سارة" ابنهائها في الثانوية العامة؟

كشكول

"أم سارة"، سيدة في أواخر الثلاثينيات من عمرها، اتخذت سور مدرسة مصطفى يسري عميرة للبنات، ملاذها لانتظار ابنتها التي تؤدي اليوم امتحان التفاضل والتكامل، فآثرت انتظارها حتى تنتهي، لتكون أول من يتلقاها لتهدئتها؛ إذا ما كان الامتحان عسيرًا عليها وتهدئة روعها وبكائها.

 وتحت ظل شجيرات السور، لم يفارق الدعاء لسانها، ولم يغب القلق عن ملامحها، تروي لنا أن "جهاد" لها أختين، من خريجي كلية الهندسة، وهي تريد أن تسير على خطاهن إلا أنه مع صعوبة الاختبارات السابقة بدأت تفقد الأمل رويدًا رويدًا.

 

 وتحكي "أم سارة" أن والدهن متوفي في حادث قطار، متذكرة وقائع الحادث، أنه وأثناء خروجه مع الفتيات للتنزه بسيارته دُفنت عجلات السيارة في الرمال فأصبح جزء على قطبان القطار والآخر خارجه، فسارع بجعل الفتيات يخرجن من السيارة وعندما حاول اللحاق بهن كانت لحظات عمره قد انقضت، ولقى حتفه.

 

 

 

جعلت "أم سارة" كل همها تربية بناتها حتى يتخرجن ويتبوأن أعلى المناصب، فرغم أنها ربة منزل، ولا يوجد من يعولها إلا أن هذا لم يثنيها عن هدفها السامي التي تعيش لأجله: "وبعد أن كبرت أختي جهاد وتزوجن صرن يتحملن مسئولية ترتيب نظام مذاكرة جهاد ليعينوها على تخطي هذا العام بسلام".

 

 

 

وتشكو الأم أن "سارة" -كباقي جيلها- منشغلة دائمًا بمواقع السوشيال ميديا، ما اضطرها إلى تحطيم "التاب" الخاص بها لتتفرغ لدراستها بشكل أكثر تركيزًا، إلا لأنها أصغر أخواتها وحُرمت من والدها في سن صغيرة (٨ سنوات) فلا تقسو عليها كثيرًا، معلقة: "أصلها دلوعة العيلة".